ما شهدته وتشهده دولة الإمارات منذ أن عاد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- معافًى إلى أرض الوطن، هو ملحمة إماراتيّة أصيلة في حب الشعب لقيادته، ووفائه لها، وتقديره لعطائها غير المحدود من أجل الوطن، وتعبير عن نموذج مميّز للعلاقة بين القيادة والمواطنين جدير بالبحث والتأمل، لأن الحب الجارف والعفوي والصادق الذي استقبل به شعب الإمارات بفئاته كلّها العودة الميمونة لصاحب السمو رئيس الدولة، ومظاهر الارتياح والغبطة التي عبّر عنها في هذه المناسبة، تؤكد أن الإمارات مثلما قدّمت وتقدّم تجربة رائدة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية في محيطيها الإقليمي والدولي، فإنها تقدّم القدوة والمثل للتفاعل الخلاق بين القيادة والشعب، وما يمكن أن يؤدّي إليه هذا التفاعل من معجزات تنموية حقيقية، فلا شك في أن تفاني القيادة الإماراتيّة الحكيمة في خدمة شعبها، وحبّ هذا الشعب، ووفاءه لقيادته، هي كلمة السر في كل ما تحققه الإمارات من نجاحات وإنجازات، وكل ما تشهده من تنمية واستقرار سياسي واجتماعي وأمني في ظل منطقة تموج بالتوتّرات وتمتلئ بمصادر الاضطراب وعدم الاستقرار. يستحق صاحب السمو رئيس الدولة كل هذا الاحتفاء والحب والفرح وأكثر، لأنه وضع سعادة الإنسان الإماراتيّ ورفعة شأنه وتقدّمه ورقيه على قمة أولوياته، وقاد ويقود سفينة الوطن بكل حكمة ورويّة، وأطلق "مرحلة التمكين" التي قوامها تهيئة الظروف التي تتيح أكبر مشاركة للمواطنين في العمل الوطني، ووصلت الإمارات في عهده إلى أرفع درجات التقدّم والرقيّ، وأخذت مكانها الذي تستحقه بين الأمم. وإذا كانت العودة الميمونة لصاحب السمو رئيس الدولة إلى وطنه قد أشاعت أجواء الفرح والارتياح لدى المواطنين والمقيمين فوق هذه الأرض الطيبة، فإن المشاعر نفسها سيطرت على الشعوب التي امتدت يد سموه الخيّرة بالعون والمساعدة إليها، ولذلك فإن التهنئة بشفاء القائد الحكيم ليست للشعب الإماراتي فقط، وإنما لكل محبّي الخير والسلام في العالم كله بعد أن تحولت دولة الإمارات في عهد سموه إلى ركن أساسيّ من أركان العمل الإنساني والخيري الدولي. عندما تم إعلان إجراء الفحوص الطبيّة لصاحب السمو رئيس الدولة، أحس كل مواطن إماراتي وكل مقدّر لحكمة سموه- في منطقة أكثر ما تحتاج إليه هو الحكمة- بالقلق، ولذلك كان هذا الكمّ الهائل من الفرحة مرافقاً لعودة سموه إلى أرض الوطن، وكان هذا الإحساس بالطمأنينة، سواء في الداخل، أو على الساحتين الإقليمية والدولية، فمثلما أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- قائد لمسيرة تنمويّة رائدة وتجربة مميزة في القيادة والحكم، فإن الإمارات في عهد سموه تمثل صمام أمان إقليمياً رئيسياً، وعنصر استقرار مهمّاً وأساسياً في محيطيها الإقليمي والدولي. يحقّ لشعب الإمارات أن يفرح أكثر وأكثر بعودة قائد مسيرته إلى أرضه في أتمّ الصحة والعافية، ويحقّ لقيادتنا الرشيدة أن تفخر بشعبها الوفي الذي يقدر قيمة عطائها وتفانيها من أجل رفعته وتقدّمه، ويحيطها بحبه الفياض ومشاعره الجياشة. يستحقّ الشعب الإماراتي قيادته العظيمة، وتستحق القيادة الرشيدة حب شعبها الأصيل ووفاءه، ومن ذلك تخرج سيمفونيّة الإنجاز والإعجاز التي تلفت أنظار العالم كله. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية