رداً على تشارلز بينيا: أمن مشترك
في مقاله ليوم السبت الماضي على هذه الصفحات، تطرق تشارلز بينيا إلى ما سماه "استراتيجية وقف الاستنزاف"، وهي استراتيجية تركز على الدفاع عن أميركا وليس الدفاع عن العالم. لكن هذه الدعوة الانعزالية لا تعدو كونها الوجه الآخر لاستراتيجية "المحافظين الجدد" حين اعتقدوا أنه من خلال القوة العسكرية الساحقة يمكن لأميركا فرض مصالحها ورؤيتها ونمط حياتها على سائر أنحاء العالم. فيما تتهرب استراتيجية وقف الاستنزاف من المسؤوليات الأمنية للدولة الأعظم تجاه الأمن العالمي، متناسية أنها جزء من العالم وأنه لا أمن لأي دولة في عالم يسوده الإضراب والفوضى والفلتان. فأمن الولايات المتحدة من أمن العالم وأمن العالم من أمن الولايات المتحدة، وهذا ما يحتم على واشنطن استمرار الالتزام بمسؤولياتها الأمنية العالمية، بلا تلكؤ ودون أن تمُنّ ذلك على أحد.
علي محمود -أبوظبي