تعقيباً على د. السيد ولد أباه: مأزق التسمية
أختلف مع تلك التسمية التي اختارها د. السيد ولد أباه في عنوان مقاله: "الثوار العرب الجدد"، وذلك لقناعتي بأن الشباب الذين نزلوا إلى الشوارع في مصر وتونس خلال الأسابيع الماضية ليس بالضرورة أن يعتبروا "ثواراً" ولا أن يعطفوا ضمناً على "ثوار" آخرين قدماء بإضافة عبارة "الجدد" على "ثوار" اليوم المزعومين. والأقرب إلى الواقع الآن هو أن هؤلاء الشباب يمثلون جيلاً جديداً ضمن نسيج المجتمعات العربية فتح عينيه على إخفاقات التنمية وأخطاء تسيير الشأن العام في بعض البلدان العربية، ولذلك خرج إلى الشارع بدعوات إصلاح اجتماعي واقتصادي محددة، وتحت ديباجات مطلبية غير سياسية بالأساس. ولأن معظم الأحزاب والجماعات القائمة في البلدان العربية ليست أحزاب "خبز وملح"، وإنما هي أحزاب كلام وجعجعة، لذلك بدت حركات الشباب منفصلة تماماً عن السياسة والسياسيين الذين يحاولون سرقة إنجازاتها، أو تجييرها لأغراضهم الفاسدة وإيديولوجياتهم الكاسدة. ولذا وجب التنويه إلى هذا الانفصال، ووجب أيضاً التمييز بين الشباب العربي وحركاته المطلبية السلمية المشروعة من أجل الخبر، وبين مقولات "الثورة" و"الثوار" وما يرتبط بهما من جعجعة بلا طحين.
عزيز خميّس - تونس