رغم التركيز الإعلامي الهائل على المسألة السياسية في العالم العربي حالياً، لاسيما على ضوء الثورتين التونسية والمصرية، فالاعتقاد الأرجح في نظري هو أن المسألة الاقتصادية والاجتماعية هي جوهر الأزمات العربية على اختلافها. والأدلة على ذلك كثيرة، فالثورة التونسية انطلقت من مطالب اجتماعية واقتصادية بالأساس... بينما كانت المسألة السياسية خارج أجندة المحتجين كلياً. والأمر نفسه ينطبق على الثورة المصرية عند بداية انطلاقها، وإن بدت متأثرة بمآل الثورة التونسية. إن تحسين الأوضاع الاقتصادية، ودعم السلع الأساسية، ومكافحة الغلاء، وإصلاح الجهاز الإداري، وتوفير فرص العمل... تلك هي الإجراءات اللازمة لضمان الاستقرار وتحقق الطمأنينة، أما ما يقال حول ضرورات الإصلاح السياسي، فهو كلام يوضع إعلامياً على لسان المواطن العربي، وليس همه أو مطلبه الرئيسي في الوقت الحالي على الأقل. عبدالله محمد -الكويت