سطوة "الأبيض"!
الفرار من الطبيعة لا يقود إلا إليها، لكن تقلباتها الحادة قد تتجاوز الحدود القصوى لقدرة البشر على التحمل والتأقلم. وفي هذه الصورة نرى رجلا يرتدي ملابس شتوية، مغطياً رأسه بالكامل وواضعاً يديه داخل قفازين، لكنه يركض هرباً من الصقيع الذي فرض سطوته على المكان. هنا في بلجراد عاصمة صربيا، استمرت التساقطات الثلجية الكثيفة طيلة الأيام الماضية الأخيرة، ويتوقع لها أن تتواصل على أغلب المناطق الغربية من البلقان طيلة الأسبوع القادم.
وفي هذه الحديقة التي غطتها الثلوج، فنزعت الأوراق من أشجارها وصادرت الأخضر لصالح الأبيض، أسدل الصقيع ستاراً كثيفاً من الوحشة والكآبة. الإنسان بطبعه يحب الأنس والدفء، والحركة رحم لتوليد الحرارة اللازمة لدوام الحياة... لكن إلى أين يسير المناخ في أوروبا وسط التحذيرات المتكررة من مخاطر الاحتباس الحراري؟ بل إلى أين تسير صربيا نفسها، وقد تقاتلت فيها الأعراق طويلا، وها هي الطبيعة تدهمها؟