لاشك أن مقال الكاتب غازي العريضي: "مقــابر إسرائيل"، قد كشف جوانب عديدة من ممارسات إسرائيل المخالفة للقانون الدولي، بحق الأسرى، وحتى الموتى، وكذلك تحديها للأماكن ذات الخصوصية الدينية والثقافية مثل المقابر ودور العبادة. ومع ذلك لا يحرك المجتمع الدولي ساكناً لوقف الحكومة الإسرائيلية عن الاستمرار في انتهاك القوانين والقرارات الدولية المتعلقة بالصراع العربي الصهيوني. هذا في حين نسمع من حين لآخر عن تلويح بمعاقبة بعض البلدان الأخرى بسبب انتهاكات أو تعديات على الشرعية الدولية. ومع أن أحداً لا يعترض على إنفاذ القانون الدولي على تلك البلدان لأن الشرعية الدولية في النهاية فوق الجميع، إلا أن كثيرين يأملون أن يروا قرارات هذه الشرعية وقد طبقت أيضاً على إسرائيل، لا أن تترك وكأنها استثناء أو حتى كأنها فوق القانون الدولي. ولاشك أن الاستمرار في حالة ازدواجية معايير من هذا القبيل من شأنه أن يلحق ضرراً بالغاً بصورة المجتمع الدولي في عيون الشعوب، وهو ما يقتضي من عواصم الدول الكبرى وضعه في الاعتبار. عادل عبد الحميد - عمان