يبدو أن الموقف بين إسرائيل وسوريا بدأ يأخذ منحنى جديداً من التطور العكسي، وهذا ما أشار إليه العدوان العسكري الذي نفذه سلاح الجو الإسرائيلي مؤخراً ضد موقع مدني في عين الصاحب· وخاصة أن هذا العدوان جاء بعد يوم واحد من وقوع عملية حيفا الأخيرة التي أودت بحياة 19 إسرائيلياً· الأمر الذي أثار زوبعة من ردود الفعل العربية والدولية المستنكرة للعدوان الإسرائيلي ضد سوريا·
وفي تقديري أن الحكومة الإسرائيلية ترمي من وراء هذه الضربة، إلى محاولة استفزاز الطرف الآخر، للتخلي عن حالة ضبط النفس وبالتالي جره إلى الدخول في صراع مسلح وذلك يعطي دليلاً آخر على صدقية الكاتبة الإسرائيلية ليفيا روكاخ، مؤلفة كتاب الإرهاب الإسرائيلي المقدس ، عندما ذكرت أن إسرائيل مارست الإرهاب لاستفزاز الطرف الآخر، واستدراجه إلى الرد ·
كما أنه من الوارد جداً أن يمارس شارون الهروب إلى الأمام وهذا بالطبع يتعلق بالأزمة الداخلية التي تعيشها حكومته حالياً· فتدهور الاقتصاد استمر بسبب الانتفاضة الفلسطينية، وفي ملف الأمن الداخلي فشل شارون في توفير الأمن للإسرائيليين على رغم تنفيده للعديد من العمليات العسكرية داخل الأراضي الفلسطينية· أضف إلى ذلك ملف الفساد المستشري حيث تتردد شائعات حول صفقات شارون وأبنائه المشبوهة· إن كل ذلك أصبح يشكل عبئاً على شارون وحكومته· كذلك جاءت الضربة ضد سوريا للفت نظر المجتمع الإسرائيلي نحو ساحة الحرب بعيداً عما يحدث في الداخل.
غسان خروب - أبوظبي