تعقيباً على محمد السماك: حدود المناورة
ضمن هذا التعقيب على مقال الكاتب محمد السماك: "روسيا والصين مع سوريا... لماذا؟"، سأشير إلى أن الموقف الروسي والصيني في مجلس الأمن الذي يقف الآن حائلاً دون اتخاذ قرار دولي لحماية المدنيين السوريين قد يكون منشؤه الأساسي هو مناورات الدول الكبرى في المجلس، حيث تسعى كل منها عادة للممانعة في البداية ضد صدور قرار من هذا النوع، بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من التنازلات من القوى الأخرى في قضية تخصها هي على المسرح الدولي، وهذا في رأيي الشخصي هو أقرب تفسير لما يجري الآن في مجلس الأمن. فمن المعروف أن لكل من موسكو وبكين قضايا تخصها وتختلف في توصيفاتها لها عن مقاربات العواصم الغربية، فإذا أظهرت هذه العواصم مرونة تجاهها يمكن عندها توقع تغير الموقف الروسي أو الصيني، أو هما معاً، من المسألة السورية. ومناط تغير الحال في كل ذلك هو مقايضات القوى الكبرى ورهاناتها على تحقيق مصالحها الذاتية، وليس بالضرورة الوقوف مع النظام السوري حتى النهاية.
خالد يوسف - الدوحة