تعقيباً على د. أحمد يوسف: لحظة الحقيقة
لعل أكثر ما استوقفني في مقال الدكتور أحمد يوسف أحمد: "الثورة والديمقراطية"، هو تلك الفقرة البارزة التي تقول إن "مليونيات التحرير وصل بها الحال إلى ألا يشارك فيها سوى مئات قليلة. وقد حدث انفصام آخذ في التزايد بين الطلائع الثورية وجماهير الشعب". والحقيقة أن الأغلبية الساحقة من المصريين اليوم ملت من مثل تلك المليونيات مع ما يصاحبها أحياناً من هرج ومرج وفوضى لا أول لها ولا آخر، حيث أصبح بعض ائتلافات الثوار والثوار الجدد والجماعات السياسية والدينية يبالغون في الدعوة للتظاهر، بمناسبة وبدون مناسبة، حتى عطلوا على الناس مصالحهم، وأربكوا حركة المرور في وسط القاهرة، وعرقلوا جريان الدورة الاقتصادية، وكل هذا أدى إلى نفور كثير من الناس من مثل تلك الدعوات.
واليوم ما زال بعض الجماعات، وخاصة جماعات الإسلام السياسي، يحاول جاهداً إعادة أجواء التظاهر والمليونيات كورقة ضغط ضمن تجاذبات الانتخابات وما أسفر عنه الدور الأول من نتائج. والقصد مفهوم ومعروف وهو محاولة التأثير على توجهات الناخبين في الدور الثاني. ولكن مثل هذه المكيدة السياسية ذات آثار عكسية وستأتي على حساب رهان تلك الجماعات.
أيمن شريف - القاهرة