في مقاله "التصور الروسي... للحل السوري"، ينتقد ويليام فاف مواقف المسؤولين الغربيين الذين يصرّون على أن روسيا تمثل عقبة أمام تحقيق السلام في سوريا، رغم أنها قد تكون مفيدة في تسوية الأزمة شريطة أخذ مصالحها في الحسبان، ومراعاة أن سوريا دولة معقدة نسبياً. ويعتقد الكاتب أن روسيا على استعداد للنظر في حل لا يقوم على منافسة صفرية ويحافظ على مصالحها في الآن ذاته، بل يشير إلى وجود معلومات تفيد بأن موسكو راغبة في وضع كافة الموضوعات، بما في ذلك مصير الأسد نفسه، على طاولة المفاوضات. أما عن التصور الروسي، فيذكر الكاتب أن موسكو ترى إمكانية عقد مفاوضات "عالمية" تحافظ على قوام الجيش السوري باعتباره ضامناً للبلاد، كما تتوقع من سوريا الجديدة انتهاج سياسة دولية "متوازنة". وإذا صح هذا التوصيف من جانب الكاتب، فإن الموقف الروسي الذي طالما جوبه بانتقادات رسمية وإعلامية، لاسيما في العواصم الغربية، يبدو في ظاهره على الأقل موقفاً متوازناً وعقلانياً إلى حد كبير، ومن دلائل ذلك تحذيراته المتكررة من تكرار "الأخطاء" الغربية في كل من العراق وأفغانستان وليبيا! محمود فهيم -الأردن