نمو واعد لقطاع السياحة
يتوقع "مجلس السياحة والسفر العالمي" أن ينمو قطاع السياحة والتسوّق الإماراتي بمعدل 6.5 في المئة سنوياً حتى عام 2021، ويعتبر النمو المتوقع استكمالاً لمسيرة طويلة من الأداء الإيجابي التي دأب عليها القطاع السياحي الوطني طوال السنوات الماضية، وهي المسيرة التي لم تقتصر على النمو الكمي في حجم أصول القطاع أو في حجم ناتج القطاع في حدّ ذاته فقط، بل إن هذا النمو طال الجانب النوعي أيضاً.
عاش القطاع السياحي الإماراتي طوال السنوات الماضية تجربة ناجحة من التنوع، ساعدته على بناء متنوع من رصيد ثري من الخيارات والبدائل السياحية، جعلته وفقاً لـ"مجلس السياحة العالمي" إحدى الوجهات السياحية العالمية الجاذبة، والقادرة على المنافسة على شريحة أوسع من السوق السياحي العالمي، تشتمل على السياحة الطبيعية وسياحة الشواطئ والصحارى والمؤتمرات والمعارض والفعاليات الرياضية والترفيهية الكبرى.
إن النمو المتوقع أن يحرزه القطاع السياحي الإماراتي وفق "مجلس السياحة والسفر العالمي" سيكون كفيلاً بمنح هذا القطاع أحد المراكز القيادية في الاقتصاد الوطني طوال العقد الجاري، حتى نهاية الأفق الزمني للرؤية المستقبلية لدولة الإمارات المعروفة باسم "وثيقة الإمارات 2021"، وهي الوثيقة التي تضع الرؤية التنموية الشاملة للدولة كلها، والتي تضع تنويع مصادر الدخل بالاقتصاد الوطني ضمن قائمة أولوياتها، بابتعاده عن الاعتماد على القطاع النفطي وتوجيهه نحو توسيع قاعدته المعتمدة على القطاعات غير النفطية، وصولاً إلى الغاية النهائية المتمثلة في استدامة النمو والتنمية الاقتصادية.
والمؤكد أن النمو المرتقب للقطاع السياحي على مدار السنوات المقبلة سيكون هو العامل الحاسم في تمكين هذا القطاع من لعب دور محوري في تحقيق أهداف تنويع مصادر الدخل واستدامة النمو والتنمية الاقتصادية في الدولة، ومن المتوقع في نهاية الأفق الزمني المذكور أن يزداد حجم إسهام القطاع السياحي في كلٍّ من الناتج المحلي الإماراتي وتوليد فرص عمل جديدة عما هو عليه الآن، وهو ما سيعطي القطاع بدوره دفعة جديدة وقوة دفع ذاتية تمكّنه من الدخول في دورة جديدة من النمو والازدهار قد تمتد إلى سنوات مقبلة، وتنقله فيما بعد إلى الأمام على طريق التوسع في حجم الأنشطة والاستثمارات الجديدة، ليظل محتفظاً بمكانته خلال السنوات التالية كأحد اللاعبين الأساسيين في عملية النمو الاقتصادي والتنمية الشاملة في الدولة كلها.
وفي وجه إيجابي آخر تناول "مجلس السياحة والسفر العالمي" أداء القطاع سواء الحالي أو المستقبلي باعتباره تعبيراً عن أن هناك ثقة كبيرة من قِبل المتعاملين في القطاع السياحي بداية من السائحين أنفسهم مروراً بالمستثمرين ووصولاً إلى المؤسسات السياحية سواء الوطنية منها أو الأجنبية في القدرات التي يمتلكها القطاع، باعتباره بدايةً قبلة سياحية ثرية ومتنوعة وجاذبة بالنسبة إلى السائحين من جميع أنحاء العالم، كما أنه استطاع أن يجعل نفسه سوقاً مزدهرةً وديناميكيةً وجاذبةً بالنسبة إلى المستثمرين، الذين يجدون فيه مناخاً استثمارياً مطمئناً، وواعداً بالقدر الذي يدفعهم نحو الاستمرار في التوسّع في استثماراتهم دون قلق، وبخلاف ذلك فإن ما دفع المؤسسات المحلية والدولية لتوقع استمرار نمو القطاع السياحي الوطني على هذا النحو المطمئن في المستقبل، ليس أقل من الثقة التامة في قدرات هذا القطاع على مواصلة مسيرته الطموحة، بالوتيرة نفسها والأداء الإيجابي المطمئن على مدار السنوات المقبلة.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية