"أحياناً ... عندما أقول إني مسلمةً يصاب الناس بصدمة لأني لا أحقق الصورة النمطية. الواقع أن إحداهن دخلت غرفتي في منزل الطالبات وسألتني ماذا كنت أفعل. ثم أضافت: انتظري... أنت مسلمة! لكنك لست حتى بنية اللون!". اعترفت "أمينة" البالغة من العمر 19 عاماً في مدونة بالفيديو، فـ"هززت رأسي تعاطفاً معها وأنا أشاهدها تتكلم". كم مرة أخبرني الناس أنني لا أبدو يهودية عندما كنت أكبر؟ عددهم أكبر من أن أستطيع عدّه. لكن ما لم أتوقعه هو الأسلوب الرشيق الذي تعاملت به "أمينة" مع هذا الحدث. بدلاً من أن ترد بمرارة، استخدمت هذه التجربة لدحض الصور النمطية التي كثيراً ما تواجهها حول كونها مسلمة. كان من الأمور القوية مشاهدة هذه الشابة تشارك بكلماتها حول ما يعنيه لها كونها مسلمة، بدلاً من السماح للآخرين أن يحددوا ذلك. كانت مدونتها واحدة من المدونات العديدة التي تم إيجادها ضمن برنامج لخدمات الشباب من خلال "مشروع حوار الديانات"، وهو منظمة مركزها أوماها بنبراسكا، مكرّسة لبناء التفاهم والعلاقات عبر الديانات والخطوط الثقافية. ألهَمنا فيديو أمينة فجعلنا نتساءل: "ماذا لو استطعنا إعطاء مزيد من الناس فرصة تعريف هويتهم الدينية والتشارك فيها بكلماتهم الخاصة، ومجابهة سوء الفهم الذي يواجهونه بسبب ذلك؟". هكذا ولد موقع RavelUnravel.com، وهو استكشاف تفاعلي متعدد الأوساط للهويات الدينية والروحية التي تشكّل عوالمنا. وما يجعل هذا الموقع فريداً هو كونه مساحة يبحث فيها أفراد من مجال واسع من الهويات الدينية والروحية هوياتهم بأسلوب شخصي، إضافة إلى الصور النمطية التي تؤثر عليهم. يضم الموقع ما يزيد على 720 شريط فيديو لمقابلات شخصية، منظمة في مجموعات بحيث يستطيع المستخدمون التصفّح ضمن مجموعة والحصول على تقدير ليس فقط لتنوع الديانات والأنظمة الدينية التي يتبعها الناس وإنما كذلك التنوع الهائل للخلفيات الثقافية ضمن نفس الهوية الدينية والروحية. ومثلاً عندما يذهب الزائر إلى المجموعة المسلمة على الموقع، يستطيع الإصغاء لمسلمين من أعراق وخلفيات، بمن فيهم نساء مسلمات يلبسن الحجاب وأخريات لا يلبسنه. وبغض النظر عما إذا كنا نسمع من خالد عن كيف شكّلت زيارة قام بها لمسجد عندما وصل للمرة الأولى إلى أوماها من عُمان انطباعاته عن الولايات المتحدة، أو من لينيا عما يعنيه لها أن تلبس الحجاب، أو من ياسمين حول سبب عدم لبسها الحجاب... فإن قوة هذه القصص تكمن في قدرتها على جعل الناس يقدّرون حقيقة أن الهوية الدينية الحقيقية تذهب إلى ما وراء مجرد التسميات التي نستخدمها أحياناً. ويسمح الموقع كذلك لأي مستخدم بتحميل فيديو خاص به بحيث يستمر عدد القصص المتنوعة بين وداخل الهويات الدينية والروحية بالنمو. نأمل نحن في "مشروع حوار الأديان" إعادة تشكيل الأسلوب الذي يفكر به الناس كي يتعلموا ويتكلموا من خلاله عن الهوية والدين والثقافة، وهي مواضيع تعتبر من المحرمات عادة، لكنها تحدد أحياناً تفاعلاتنا مع الآخرين. وحتى في الأوقات الأكثر استقراراً، فإن التعلم بشكل مفتوح وباحترام عن هذه المواضيع، لم يكن المعيار في معظم المجتمعات والمدارس والأسر في الولايات المتحدة. إنها خسارة مرعبة لنا كأفراد وكجماعة. لكن عندما نتمكن من التشارك بحرية ونتساءل حول هويات بعضنا الدينية والروحانية، فإن ذلك يوفر فرصاً للتعاون وحسن الضيافة والتمكين. بيث كاتز مؤسسة "مشروع حوار الأديان" ومديرته التنفيذية ينشر بترتيب مع خدمة "كومون جراوند" الإخبارية