تعقيباً على محمد السماك: صناعة المستقبل!
في مقاله ليوم الجمعة الماضي، أوضح محمد السماك أن أحداث "الربيع العربي" فاجأت الدول الكبرى وأجهزة المخابرات التابعة لها، مما دفع تلك الدول لتسريع بحوثها في مجال الجاسوسية، بهدف إيجاد طرق ووسائل للتنبؤ بالأحداث قبل وقوعها، بالاعتماد على عقول إلكترونية حديثة ومتطورة. وكما يذكر الكاتب فقد أنتجت الولايات المتحدة جهازاً صُمم خصيصاً للتنبؤ في حالة وقوع صراع أهلي أو حرب تقليدية بين دولتين أو أكثر، ومن سيكون الرابح، وكم ستكون الخسائر، والمدى الزمني لذلك الصراع أو تلك الحرب. ويقوم هذا الجهاز بمهمته بعد تزويده بمعلومات عن عدد القوات المتقاتلة، ونوعية الأسلحة لدى كل فريق، ومواقع المسلحين، ومستوى تدريباتهم ومعنوياتهم، وحتى حالة الطقس وطبيعة أرض المعركة. كما تم تصميم برامج حاسوبية تستطيع، من خلالها رصد الرسائل على "فيسبوك" و"تويتر"، والرسائل الهاتفية، تقييمَ "حرارة المشاعر" أثناء الاضطرابات والانتفاضات الداخلية. هذا علاوة على أجهزة أخرى كثيرة تم إنتاجها لأهداف مشابهة، أي الرغبة في التحكم والسيطرة على مجريات الأوضاع في أنحاء العالم. وبالنظر إلى التكاليف الهائلة لمثل هذه التقنيات، فإني أتفق مع الكاتب في قوله إنه كان الأجدر بالدول الكبرى أن تهتم بـ"صناعة" المستقبل وليس التنبؤ به فقط.
سالم محمد -قطر