منظر قلّما عرفته هذه القاعة، ومن المؤكد أن بعض الجالسين فيها يرونها لأول مرة على هذه الهيئة. إنها قاعة انتظار المسافرين في مطار برشلونة، وقد تناثرت حولهم بقايا ومخلفات تم إهمالها بسبب إضراب عمال التنظيف التابعين لشركة متعاقدة مع سلطات المطار، وذلك احتجاجاً على تخفيضات أجرتها الشركة في رواتبهم وبدلاتهم المادية والعينية. وما ذلك إلا وجه آخر من الوجوه والتمظهرات الكثيرة للأزمة المالية التي تعصف بدول اليورو، ومنها إسبانيا التي تواجه أزمة مديونية أثرت على تصنيفها الائتماني وأطاحت بالعديد من البنوك والشركات والمالية فيها. والأدهى من ذلك أنها دفعت بعشرات الآلاف من العاملين إلى صفوف العاطلين عن العمل. وربما يكون إضراب عمال النظافة في مطار برشلونة رسالة تحذير لشركتهم من الإقدام على أي تسريحات أو إقالات! أجواء الأزمة المالية وهواجس البطالة والتسريح الجماعي للموظفين والعمال... تُحوّل قاعة مطار برشلونة إلى ما يشبه مكب الزبالة، وهي المدينة الإسبانية التي عرفت بنظافتها، وطالما جذبت إليها السياح والزوار من مختلف أنحاء العالم، لآثارها التاريخية الفريدة، ولموقعها المميز في الجزء الشمالي الشرقي من شبه جزيرة أيبيريا على شاطئ البحر المتوسط بين مصبي نهري يوبريغات وبيزيوس! "رويترز"