تعقيباً على محمد الباهلي: خيار الأزمة
أعتقد أن محمد الباهلي كان محقاً إلى حد كبير حين تحدث في مقاله الأخير حول الأحداث المأساوية الجارية في سوريا، عن "حروب الداخل والخارج"، موضحاً في هذا الخصوص أبعاد الإشكالية السياسية المعقدة التي يعاني منها الشعب السوري، والتي كان من المفترض أن يكون حلها في نطاق النظام العربي الرسمي. لكن، وكما بيّن الكاتب، فإن الذي منع من ذلك أساساً ودفع نحو تدويل الموضوع السوري على النحو الذي صارت إليه الأمور، هو استماتة نظام الأسد من أجل البقاء في السلطة، واعتماده على إثارة الخطاب الطائفي، وعدم إدراكه المتغيرات السياسية الجارية في المنطقة، علاوة على عوامل ومحركات أخرى تداخلت وساهمت في تفاقم الأزمة. وبالتأكيد فإن كل ذلك فتح الباب أمام التدخل الأجنبي في الأزمة السورية، والذي أدى بدوره إلى تفاقمها، وإلى جعل الأمور تندفع نحو مزيد من السخونة والتعقيد، أي المزيد من القتل وإراقة الدم، في ظل الخيار العسكري الذي قرّرته القيادة السورية ولا شيء آخر غيره. لذلك ما عاد بالإمكان حدوث انفراج سلمي ينتقل بالوضع من مرحلة الثورة إلى مرحلة التوافق السياسي.
إسماعيل علي -باريس