يذكّرني ما يحدث في سوريا هذه الأيام بتطورات الأسابيع الأخيرة لنظام القذافي في ليبيا. فقد سيطرت المعارضة على المعابر الحدودية الليبية مع تونس ومصر والجزائر، وراحت تتقدم ببطء نحو العاصمة طرابلس، إلى أن باغتت النظام بصيحة الحرب داخل أحياء العاصمة، فأربكته وأخذ قادته يفرون من المدينة لا يلوون على شيء. كذلك فعلت المعارضة السورية منذ ثلاثة أيام حيث فاجأت الجميع بمعركة دمشق، واستطاعت استخلاص بعض أحيائها من قبضة النظام، بل قضت في ضربة واحدة على قادته الأمنيين والعسكريين، كما سيطرت على أهم المنافذ الحدودية... وكل ذلك تحت التغطية الإعلامية المباشرة، الأمر الذي يضاعف من أثره النفسي والمعنوي على الجانبين. إن هذا التشابه في المراحل والخطوات، مع تميز للمعارضة السورية بسداد وقوة ضرباتها، وكونها تعمل بمفردها على الأرض بمعزل عن أي تدخل أجنبي... يحملني على الاعتقاد بأن المعركة السورية صارت على وشك الانتهاء، وأن نهاية نظام الأسد أصبحت قريبة جداً... جداً. سلامة محمد -بيروت