أعجبتني المقارنة التي عقدها الدكتور سعد بن طفلة العجمي في مقاله "أحزاب"، بين التنظيم الحزبي المدني الحديث والتنظيم السياسي الديني، حيث أوضح مجموعة من الخصائص التنظيمية والفكرية والاجتماعية التي تمثل نقيضاً لبعضها بين الجانبين. فبينما تكون التنظيمات الدينية السياسية أحادية اللون والفكر، فإن الأحزاب السياسية المدنية مفتوحة للجميع وتعتمد برامج دنيوية اقتصادية وسياسية براجماتية مرنة. وبينما تقوم التنظيمات السياسية المدنية على فكرتي القناعة والنجاعة العملية، فإن التنظيمات الدينية السياسية تقوم على فكرتي الوراثة والخلاص في "الدنيا والآخرة". وبهذه المواصفات التي تطبع التنظيمات الحزبية الدينية، يتضح جلياً أنها غير مؤهلة فكرياً وسياسياً لقيادة الشعوب والدول. جمال محمد- أبوظبي