في مقاله المنشور هنا يوم الاثنين الماضي، "الشرق الأوسط بين المثالية والواقعية"، يشرح هنري كيسنجر واقع المنطقة وما تعتمل به من تطورات وأحداث، على ضوء الطريقة التي يفكر ويعمل بها التياران الرئيسيان؛ فالواقعيون يحكمون على الأحداث من منظور الاستراتيجية الأمنية، أما المثاليون فينظرون إليها باعتبارها فرصة للترويج. ومن مؤشرات النزوع العقلاني لدى التيار الواقعي كونه يعطي الأولوية للمسألة الأمنية، وذلك بالنظر إلى الأوضاع المضطربة في المنطقة أولا، وباعتبار أنه لا مجال للحديث عن منجز تنموي أو تطور سياسي في غياب الشرط الأمني. أما التيار المثالي الذي يضع قضايا التنمية في آخر قائمة اهتماماته، فأولويته لنشر الدعاية وخطاب الترويج وإشاعة بعض العنتريات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. ومن خلال هذه المقارنة بين التيارين، يتضح أن الأمر يتعلق تماماً بما اصطلح عليه إعلامياً بتياري الاعتدال والممانعة. سمير عماد -الشارقة