بعد خمسة أيام تكون قد مرت ثلاث سنوات على العمليات الإرهابية التي استهدفت مقر البنتاجون وبرجي مركز التجارة العالمي. لكن هل تغير المشهد العالمي كثيراً؟ بالطبع نعم فمكافحة "الإرهاب" أصبحت بنداً دائم الحضور في بيانات ومؤتمرات الدول الصناعية الكبرى وأصبحت مكافحة "الإرهاب" هدفاً تسعى المنظمات الإقليمية والدولية إلى تحقيقه في أقرب وقت. الغريب أن العالم يشهد الآن خلطاً في الأوراق لم يسبق له مثيل فقد تماهت الخطوط الفاصلة بين "المقاومة" و"الإرهاب"، وضمن هذا الإطار تحاول إسرائيل الظهور وكأنها تقف في الخندق نفسه الذي تقف فيه الولايات المتحدة.
من حق الغرب حماية مصالحه التي باتت هدفاً لتنظيمات "إرهابية" عالمية يصعب رصدها والإمساك بها في ظل تقنيات العولمة وحرية التنقل وسهولة الاتصال. وبالنسبة لنا نحن العرب، فإننا لا نزال أكثر الأمم تضرراً بالحرب العالمية على "الإرهاب"، حيث أصبحت قيمنا وثقافتنا مستهدفة نتيجة سوء فهم الغرب للإسلام وتجاهلهم أو عدم إدراكهم للأسباب التي تدفع بعض التنظيمات الراديكالية إلى استخدام العنف للتعبير عن أهدافها.
حسن محمد - أبوظبي