تعقيدات الشراكة الأميركية- الأفريقية... وتحديات انتشار الاستثمارات الصينية --------- العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، وتعثر جهود إعادة الإعمار في هايتي بعد مرور عامين ونصف العام على الزلزال، وارتفاع استثمارات الصين في الخارج... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. --------- جولة كلينتون الأفريقية قيمت صحيفة "ميل آند جارديان" الجنوب أفريقية العلاقات بين جنوب أفريقيا وأميركا في ضوء الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى بريتوريا الأسبوع الماضي، وذلك في إطار جولة أفريقية شملت سبع دول، تهدف من بين ما تهدف إليه إلى الترويج للولايات المتحدة كبديل لنفوذ الصين الاقتصادي والسياسي المتزايد في القارة. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن علاقات جنوب أفريقيا مع الولايات المتحدة تتميز بالتعقيد، مضيفة أن البرود الذي بدأ يعتري العلاقات بين البلدين خلال سنوات بوش- مبيكي قد تعمق، لأسباب تتعلق جزئياً بجنوحها خلال الآونة الأخيرة إلى تأكيد استقلالية قرارها السياسي في المحافل الدولية. وتابعت الصحيفة تقول إن جنوب أفريقيا، الحريصة على استمالة القوى الآسيوية الصاعدة، والتي تقودها طبقة سياسية متأثرة بالخطاب المناوئ للغرب، وجدت عدداً من المناسبات لإظهار "استقلالها": حول قرار مجلس الأمن الدولي بشأن إيران، والتسوية في ساحل العاج، وليبيا، والتدخل في سوريا. وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى التعبير عن استيائها، والسعي إلى تعميق علاقتها مع بلدان قادرة على التحرك كوزن مضاد إقليمي وقاري، ولاسيما نيجيريا وكينيا. وتقول الصحيفة إنه من السهل جداً النظر إلى هذا الخلاف باعتباره تعبيراً مباشراً وصريحاً عن التنافس العالمي على النفوذ بين الغرب بزعامة الولايات المتحدة والشرق بزعامة الصين، في وقت تصطف فيه حكومة جاكوب زوما في "المعركة" حول أفريقيا وراء بكين. "ولكن الحقيقة أكثر تعقيداً من ذلك". وشددت في ختام افتتاحيتها على حاجة جنوب أفريقيا إلى علاقة قوية وناضجة مع الولايات المتحدة، لأسباب اقتصادية وجيوسياسية، وهو ما يعني "خطاباً أقل غضباً، وتفسيراً أكثر وضوحاً لامتداد قيمنا الحقوقية إلى ما هو أبعد من حدودنا الوطنية، ولتجديد التركيز على التجارة". هايتي وإعادة الإعمار صحيفة "تورونتو ستار" الكندية خصصت افتتاحية عددها ليوم أول من أمس الأحد للتعليق على الوضع في هايتي، التي ما زال سكانها يكافحون من أجل إعادة بناء ما دمره الزلزال القوي الذي ضرب بلدهم قبل عامين ونصف العام، وأسفر عن مقتل نحو 220 ألف شخص وتشريد نحو مليون آخرين. وتقول الصحيفة إن هناك نقصاً في المال وتعباً من جانب المانحين، وهو ما يهدد بأن يطوي النسيان ذلك البلد الفقير. وبالنظر إلى قرار رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربر تقليص مجمل ميزانية المساعدات الموجهة إلى الخارج، فإن حرص أوتاوا على الوفاء بما قطعته على نفسها من مساعدات لهايتي أمر تستحق عليه الإشادة، تقول الصحيفة، ولاسيما في هذا الوقت العصيب الذي تخلف فيه آخرون عن إنجاز ما وعدوا به. ونتيجة لذلك، فإنه من أصل الـ12 مليار دولار التي كان المانحون قد تعهدوا بها لهايتي ضمن جهود الإغاثة بعد الزلزال، لم يرَ الهايتيون منها سوى نصف هذا المبلغ. الصحيفة تقول إن كندا في طريقها نحو تقديم أكثر من مليار دولار من المساعدات التي وعدت بها هايتي منذ 2006 حتى هذا العام. غير أنها ترى أنه إذا كانت كندا قد وفت بتعهداتها إزاء هذا البلد الصغير الواقع في الكاريبي، فإن الكثير من الناس هناك يتساءلون كيف سيتدبرون أحوالهم بعد انقضاء "حبل النجاة" هذا. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن السكن الرخيص والمتين ما زال نادراً وباهظاً؛ ومئات الآلاف من السكان ما زالوا يعيشون في ملاجئ واهية ومهلهلة في مخيمات. وهو ما دفع السفير الأميركي السابق في هايتي رايموند جوزيف إلى وصف الوضع بـ"الرهيب" الذي يدين صناع السياسات والمانحين على حد سواء. استثمارات الصين صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية اعتبرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الخميس أن الاستثمارات الصينية الخارجية مرشحة للارتفاع في وقت تبحث فيه الشركات الصينية عن فرص في الخارج وتسعى إلى توسيع حضورها في العالم. ولكنها حذرت من أن المخاطر ما زالت موجودة، مثلما أظهرت صفقات سابقة. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن تقريراً لشركة الاستشارات "أرنست آند يانج" يتوقع أن ترتفع استثمارات الصين الخارجية إلى 160 مليار دولار بحلول 2020 وأن تصبح أوروبا المبتلاة بأزمة الديون الوجهة الأولى المحتملة للمستثمرين الصينيين. توقعات تقول الصحيفة إنها تنسجم مع التقديرات الرسمية؛ حيث أفادت وزارة التجارة الصينية بأن استثمارات الصين المباشرة في الخارج ارتفعت خلال النصف الأول من هذا العام بـ48,2 في المئة سنوياً لتصل إلى 35 مليار دولار. وترى الصحيفة أن النمو الكبير في استثمارات الصين الخارجية ليس مفاجئاً؛ حيث تشير السجلات إلى أنه عندما يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الخام في بلد ما 5 آلاف دولار، تكون هناك زيادة حادة في عدد شركاته التواقة إلى اغتنام الفرص التجارية في الخارج، مضيفة أن الصين عبرت هذه العتبة، وأنه بينما تزداد شركاتها غنى، فإن تعطشها لمزيد من عمليات الاندماج والاستحواذ على الشركات في الخارج سيزداد. ولأن أوروبا تعاني من أزمة الديون، وأسعار أصولها منخفضة نسبياً، فإن الكثير من المستثمرين الصينيين وضعوا أعينهم على الشركات الأوروبية. وفي هذا السياق، يقول تقرير "أرنست آند يانج" إن أوروبا ستصبح الوجهة الاستثمارية المفضلة لدى المستثمرين الصينيين خلال الثلاث سنوات المقبلة. ولئن اعترفت الصحيفة بأن الأزمة أدت إلى انخفاض أسعار العديد من الأصول الأوروبية، فإنها شددت على ضرورة توخي الحيطة والحذر حيث قالت إن المال والطموح غير كافيين لضمان نجاح المستثمرين الصينيين في الخارج، مشددة على ضرورة توخي الحذر "حتى إذا جعلت أزمة الديون العديد من الأصول في أوروبا تبدو مغرية وجذابة، وذلك لأنه من غير الواضح الاتجاه الذي ستسير فيه الأزمة". خمسينية "البيتلز" صحيفة "جابان تايمز" اليابانية خصصت افتتاحية عددها ليوم الأحد للحديث عن فريق البيتلز. أما المناسبة، فهي الذكرى الخمسون لتأسيس هذا الفريق الموسيقي الإنجليزي الذي أحدث ثورة في عالم الموسيقى. وفي هذا الصدد، قالت الصحيفة إنه عندما غنى عضو البيتلز، بول ماكرتني، خلال الحفل الافتتاحي للألعاب الأولمبية في لندن قبل أسبوعين، غنى معه الناس من مختلف بلدان العالم -لأنهم جميعاً يعرفون اللحن والكلمات، متسائلة: هل هناك فريق موسيقي آخر في العالم يثير مثل هذا التجاوب الحماسي والعالمي؟ قبل خمسين عاماً في شهر أغسطس، عزف رينجو ستار الموسيقى لأول مرة مع الأعضاء الثلاثة الآخرين: جون لينون، الذي اغتيل في 1980، وبول ماكرتني، وجورج هاريسون، الذي توفي جراء إصابته بالسرطان في 2001. وتقول الصحيفة إن البيتلز ربما يعتبرون أكثر فريق موسيقي شعبية في العالم، وما زالوا يعتبرون الفريق الموسيقي صاحب أحسن مبيعات على الإطلاق. وعلى رغم أنهم عزفوا الموسيقى معاً لأقل من عشر سنوات، تقول الصحيفة، إلا أنهم غيروا اتجاه الموسيقى الشعبية من خلال نحو 300 أغنية مؤثرة أبدعوها، أغانٍ غيرت طريقة تفكيرنا وشعورنا بخصوص الموسيقى، كما تقول. إعداد: محمد وقيف