العلاقات الأميركية المصرية
اتهمت عضو مجلس النواب الأميركي، ميشيل باكمان، مؤخراً "هوما عابدين"، مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية، وكذلك زميلها النائب كيث إيليسون عن ولاية مينيسوتا، وهو أول مسلم يُنتَخب في الكونجرس الأميركي، اتهمتهما بالارتباط مع جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، ومحاولة "التسلل" إلى داخل البيت الأبيض للترويج لأجندة الجماعة الإسلامية.
وأدان العديد من القادة السياسيين، بمن فيهم السناتور الجمهوري جون ماكين، هجماتها تلك. ولم تفعل باكمان سوى القليل لتقديم إثباتات حول هذه الارتباطات، مما يجعل اتهاماتها لا أساس لها وخطيرة. كما أن المعاني الضمنية لهذه الادعاءات غير المثبتة يمكن أن تعيق قدرة المسؤولين الحكوميين الأميركيين على الانخراط في العمل مع دولة يريدون أن تكون لهم علاقات إيجابية معها.
كانت العلاقات الأميركية المصرية متوترة خلال السنة الماضية. وهناك قلق بين العديد من الأميركيين حول السياسات التي سيطبّقها الرئيس المصري الجديد محمد مرسي، وهو عضو في جماعة "الإخوان". كما يشعر المصريون بالقلق من أن الولايات المتحدة مهتمة بالاستقرار أكثر من اهتمامها بالديمقراطية. وبدلاً من ذلك، توفّر هذه اللحظة للمواطنين العاديين وللإعلام فرصة للنظر بعمق أكثر إلى علاقة الولايات المتحدة بمصر، وكيف يمكن للدولتين التحرك قدماً بتفاهم وصراحة وصدق.
هناك حاجة أساسية في كل من الخطابات العامة وفي الإعلام لتوجهات صادقة وغير متحيزة لفهم التغيرات الجارية في مصر. وحيث يقوم الإعلام بتغطية تصريحات باكمان بشكل واسع، فإنه لم يقم حتى الآن سوى بمهمة ناقصة لشرح التنوّع بين المسلمين في التيار الرئيس والفروقات الدقيقة بين بعض الجماعات.
ويتوجّب علينا نحن الإعلاميين، أصحاب الأسلوب الأوّلي في إيصال المعلومات، أن نقوم بعمل أفضل في تثقيف الجمهور وشرح كثير من السياسات في العالم الإسلامي، والتي لا تكون متناغمة كما يتم تصويرها أحياناً، حتى يصبح الأمر أكثر سهولة للأميركي العادي.
وقد أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة "بيو" مؤخراً أن توجهات إيجابية نحو إدارة الرئيس أوباما تراجعت بين المصريين من 42 في المئة عام 2009 إلى 29 في المئة عام 2012. لن يفعل التخويف سوى القليل لتغيير المنظور السلبي الذي يحمله المصريون والعرب تجاه أميركا.
نحن بحاجة لأن نغير الطرح وأن ننخرط في حوار بنّاء حول دور الولايات المتحدة في المنطقة، والمصالح الأميركية المصرية المشتركة. فمصر تُعتبر حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة وحيوياً لمصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط. يمكن لواشنطن في غياب العلاقات الإيجابية بين الدولتين أن تفقد القدرة على إثارة مواضيع هامة أخرى في المنطقة مع مصر، مثل علاقة مصر بإسرائيل والفلسطينيين.
وسوف يسمح الانخراط الإيجابي والتحليل المعتمد على الحقائق للموضوع بدلاً من مهاجمة الأميركيين المسلمين في الحكومة الأميركية، بإجراء حوار مع المصريين حول مستقبل بلدهم، يفيد كلاً من الأميركيين والمصريين. وهذه المشاركة الإيجابية يجب أن تبدأ في الوطن.
جوزيف ميتون
رئيس تحرير موقع Bikyamasr.com الإخباري ومركزه مصر
ينشر بترتيب مع خدمة "كومون جراوند" الإخبارية