تطرق الدكتور حسن حنفي في مقاله الأخير إلى "فتنة الفتاوى المثيرة!"، موضحاً نماذج منها وما أثارته من جدل وخصام عقيمين، بل ما أظهرته من تدن في مستوى التفكير لدى كثير من النخب، سواء تلك القائمة على صناعة بعض الفتاوى وتقديمها للجمهور أو تلك التي ردت عليها وانتقدتها وهاجمتها بلا منطق. وفي رأيي أن مثل هذه الفتاوى هي إهدار للوقت والجهد واستنزاف للطاقات المعنوية للمجتمع في مناقشة أشياء لا وجود لها في واقع الحياة الحالي، وفي الوقت نفسه إشغال الناس عن قضايا أخرى أكثر أهمية وأقوى صلة بظروف العصر ومتطلباته. أو كما قال الكاتب، فكأن بعض الفقهاء لم يجدوا مواضيع للفتوى إلا إرضاع الكبير، والجزية، والإماء، والسبايا، وموضوعات أخرى مثيرة تتعلق بالحدود وتطبيقها... وكل ذلك من أجل الشهرة الإعلامية لا غير! لكن بدلا من تبديد الجهد والوقت في التشاحن حول موضوعات من ذلك القبيل، فالأجدر بالفقهاء، وهم حراس الدين ومعلمو الشعب، أن يرتقوا إلى مستوى الوعي الذي وصلته مجتمعاتهم، وأن يتجاوزوه حتى يظلوا في المقدمة على الدوام، يقودون القاطرة الأمامية، موجهين ومرشدين! سالم أحمد -العين