إثيوبيا تواجه مستقبلاً غائماً... وانتقاد لطريقة التعامل مع "آسانج" تفاعلات قضية جوليان آسانج، والسياسات القمعية للرئيس الروسي، والسياسات البريطانية بشأن إصلاح البنية التحتية، و تداعيات وفاة رئيس الوزراء الإثيوبي"ميليس زيناوي"... موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن عرض أسبوعي للصحف البريطانية. النهج الأفضل تحت عنوان"في قضية جوليان أسانج: النهج الأفضل هو التحلي بالصبر وعمل الشيء الصحيح" استنتجت "الجارديان" في افتتاحيتها يوم الخميس الماضي، أن "جوليان أسانج" مؤسس موقع "ويكيليكس" الشهير الذي قام بنشر آلاف الوثائق الأميركية السرية لا تنطبق عليه تلك الصفة خصوصاً وأنه قد ارتكب جرائم خطيرة غير سياسية خارج البلد الذي يطلب اللجوء إليه. فهو مطلوب للمحاكم في دولة السويد بتهمتي اعتداء جنسي من قبل امرأتين، وهي تهمة تقول إنها خطيرة وغير سياسية ومرتكبة في دولة خارج الدولة التي يطلب اللجوء إليها الإكوادور. وتقول الصحيفة إن الإكوادور ارتكبت خطئاً جسيما بإعلانها منح "أسانج" حق اللجوء السياسي إلى أراضيها بعد أن لجأ إلى الاحتماء بمقر سفارتها في لندن منذ يونيو الماضي لأنها لا تنطبق عليه شروط اللجوء كما سبقت الإشارة. ولكن الصحيفة ألقت باللائمة على السلطات البريطانية التي هددت باقتحام السفارة الإيكوادورية في لندن لإلقاء القبض على "أسانج"، لأن ذلك أمر يتنافى مع كافة الأعراف الدبلوماسية كما يمثل تصرفاً لا يجب على دولة عريقة في الديمقراطية والتحضر مثل بريطانيا أن تلجأ إليه تحت أي ظرف من الظروف. ونصحت الصحيفة تلك السلطات بالتراجع عن التصريح والاعتذار عنه والتذرع بالصبر والسعي إلى اتخاذ الإجراءات الصحيحة من خلال التفاوض مع السلطات الإكوادورية لتسلم "أسانج"، الذي تقول إنه لن يستطيع مغادرة السفارة على أي حال، لأنه إنْ فعل ذلك فسوف يقبض عليه على الفور ويتم ترحيله للسويد وفقاً للقانون... وانهت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن الأكوادور وإنْ كانت قد نجحت في لي ذيل الأسد الإمبراطوري البريطاني إلا أنها ستدرك في النهاية أنها كانت على خطأ، لأن القانون في النهاية لا بد وأن يأخذ مجراه. مشكلات بوتين "بوتين يفقد صلته مع الواقع"، بهذه العبارة عنونت "الديلي تلغراف" افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي التي رأت فيها أن رجل روسيا القوي فلاديمير بوتين، من خلال الإجراءات المشددة التي اتخذها ضد فتيات فرقة البانك الروسية"بوسي اريوت" وقبل ذلك ضد طائفة من المعارضين قد عرض نفسه للسخرية والإدانة. وأشارت الصحيفة إلى أن فتيات تلك الفرقة قد حكم عليهن بالسجن لمدة عامين بتهمة إثارة الشغب المدفوع بكراهية دينية – كما قالت السلطات- وذلك عندما اقتحمن كاتدرائية الملاك المخلص في موسكو، وهن يرتدين أقنعة براق وتنورات قصيرة وهن ينشدن أغنية يناشدن فيها السيدة مريم العذراء أن تخلصهن من بوتين. وقالت الصحيفة إن الكثيرين في داخل روسيا وخارجها ينظرون إلى الحكم الذي صدر ضد الفتيات والذي لا يتناسب مع ما قمن به على أنه جزء من حملة قمع أوسع ضد المعارضين يقوم بها بوتين ورأت كذلك إنه، وإنْ كان بوتين يمسك بالفعل بكافة مقاليد السلطة في روسيا، إلا أن الملاحظ أنه بات يستخدمها بطريقة تجعل منه موضعا للسخرية، وتدل دلالة قاطعة على أنه قد بات لحد كبير فاقد الصلة مع الواقع حيث زج بالعديد من معارضيه للسجون بتهم في غاية التفاهة. من هؤلاء المعارضين "اليكسي نافالني" الذي اتهم باختلاس أخشاب لا تزيد قيمتها عن نصف مليون دولار، وهي تهمة وصفها محامي "نافالني" أنها عبارة عن شطحة من شطحات خيال من وجه إليه الاتهام؛ ومنهم أيضا "جاري كاسبروف" بطل العالم السابق في الشطرنج، الذي اتهم بانه قام بِعَض رجل شرطة لأنه قال إن ما يقوم به مجرد" كلام فارغ. ترى الصحيفة أن بوتين ومن خلال هذه الأمثلة في التعامل مع معارضيه وفي التعامل مع احتجاجات الطبقة الوسطى المعارضة يثبت أنه لم يعد على تماس مع الحقائق، وهو ما وجد انعكاسا له في تدني شعبيته من 60 في المئة إلى أربعين في المئة منذ تنصيبه في فترة ولايته الجديدة كرئيس وحتى الآن. وذكرّت الصحيفة القراء بما قاله بوتين ذات يوم من أن سقوط الاتحاد السوفييتي كان أكبر كارثة جيو- بوليتيكية في القرن العشرين وقالت إن الأمر لا يدعو للدهشة بالنسبة لشخص قال إنه يجد نفسه الآن غير قادر على التصالح مع الواقع في روسيا الجديدة. مشروعات كبرى "نريد مشروعات كبرى وليس عودة إلى الأفكار القديمة"، هكذا عنونت "ديلي تلغراف" افتتاحيتها أول من أمس الثلاثاء التي رأت فيها أن الوقت قد حان كي تظهر حكومة الائتلاف الحاكم قدراً أكبر من الخيال فيما يتعلق بمعالجة القصور الذي تعاني منه البنية التحتية في بريطانيا خصوصاً وأنه قد مضت خمسة شهور على ذلك التاريخ الذي أجبرت فيه تلك الحكومة عن التراجع على خططها الرامية لتغيير قوانين التخطيط في البلاد، والتي كانت تمنح شيكاً على بياض، أو تفويضاً مفتوحاً للشركات والمؤسسات التي تقوم بتطوير مشروعات البنية التحتية كي تقوم بعملها دونما رقابة تذكر من قبل الحكومة للتأكد من أن التطوير يتم في إطار خطة النمو التي يهدف من خلالها وزير الخزانة البريطانية جورج أوزبورن للخروج من الأزمة التي يعاني منها الاقتصاد البريطاني. وقالت الصحيفة إن الحملة التي قامت بها في ذلك الوقت تحت عنوان"ارفعوا أيديكم عن أراضينا" قد لعبت دوراً في إجبار الحكومة على التراجع عن ذلك الاتجاه الذي كان يعطى كما تمت الإشارة الحرية الكاملة لشركات التطوير العقاري في تدمير ما تشاء من مساحات الأراضي الخضراء من أجل تنفيذ مشاريع التطوير بطريقة تحقق لها أكبر أرباح ممكنة على الرغم من أن هناك بدائل أكثر فعالية لتنفيذ ذلك. ورأت الصحيفة أن الابتكار والإبداع يتمثلان في تركيز وزير الخزانة على مشروعات التطوير وإصلاح البنية الأساسية لخلق المزيد من الوظائف ومعالجة مشكلة البطالة التي يعاني منها البريطانيون... واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن أولمبياد لندن 2012 أثبت قدرة بريطانيا على التخطيط والتنفيذ الجيد وتحقيق النجاح والإنجاز خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمشروعات الكبرى التي تستقطب كافة الجهود وتحفز الهمم وأنه من المهم الآن البناء على هذا النجاح إذ ليس هناك وقت أفضل من الوقت الحالي من أجل تنفيذ ذلك، وأن كل ما تحتاج إليه البلاد أن يكون لدى مسؤوليها الطموح ودرجة الثقة الكافية للإمساك بالفرصة. مستقبل إثيوبيا وتحت عنوان"إثيوبيا تواجه مستقبلا غير مضمون"، رأت "الإندبندنت" في افتتاحيتها يوم أمس أن وفاة رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي في عمر مبكر نسبيا يمثل ضربة خطيرة ليس فقط لدولته التي تمكن بسياساته من إنقاذها من براثن المجاعات المتكررة وإنما لقارة أفريقيا كلها وللمجتمع الدولي الأكبر وتقول الصحيفة إن ذلك لا يعني أن "زيناوي" كان زعيماً خالياً من الأخطاء، فالواقع أنه قد بات في سنواته الأخيرة أقل صبراً واحتمالاً للمعارضة كما سمح بوجود انتهاكات لحقوق الإنسان، وحافظ على نظام الحزب الواحد في إثيوبيا وقمع المظاهرات التي قامت احتجاجاً على تزوير الانتخابات عام 2005، ما أسفر عن مصرع 200 شخص، كما فرض الرقابة على أجهزة الإعلام، وحاول في الآونة الأخيرة وبسبب خطر التطرف الإسلامي السيطرة على المساجد خوفا من التطرف، وعندما كانت الانتقادات توجه لزيناوي بسبب أسلوبه الصارم في التعامل مع المعارضة كان يرد بالقول إن هناك أفكارا أكثر تطرفا داخل حزبه الحاكم وأنه يقوم بالاستماع وإرضاء أصحابها... والآن بعد أن مات زيناوي فإن أفريقيا والعالم ينتظران بقلق ما إذا كان ذلك صحيحا أم لا. إعداد سعيد كامل