لاشك أن الهند التي احتفلت مؤخراً بعيد استقلالها السادس والستين من ربقة الاستعمار البريطاني، قد قطعت شوطاً بعيداً على مضمار التقدم، لكنها تواجه الآن طائفة من التحديات الصعبة، كما أوضح الدكتور ذِكْر الرحمن في مقاله "الهند... تحولات السياسة وأزمات الاقتصاد". وكما أوضح الكاتب فإن أخطر تلك التحديات وأكثرها جسامة، هو النظام السياسي المنقسم على نفسه إلى حد كبير، والذي لم يستطع توجيه دفة البلاد في الأوقات العسيرة والصعبة الراهنة، مما أعاق النمو الاقتصادي السريع للبلاد، والذي تراجع بسبب عدم تنفيذ إجراءات الإصلاح الموعودة، والتي أعاقتها الخلافات السياسية بين الحزبين الرئيسيين. هذا علاوة على خطر آخر يتمثل في صعود الأحزاب الإقليمية مما يؤدي إلى ارتفاع النعرات الجهوية والمناطقية، وهو اتجاه خطير في بلد كان يفتخر دوماً بأنه بلد التنوع في إطار الوحدة. وفي اعتقادي أن أشد خطر يمكن أن يقوض التجربة الهندية هو الإعلاء من شأن السياسة والصراعات الحزبية السياسية على حساب الاقتصاد والتنمية الاقتصادية. جمال محمود -الكويت