استعرض هنا الدكتور خالد الحروب في مقاله: "العلمانية والمواطنة...والخيار البديل" بعض أبعاد المسألة الطائفية ومخاطرها على وحدة الأوطان ،خاصة في ضوء الاحتقانات المذهبية والدينية التي شهدتها وتشهدها بعض دول المنطقة العربية الآن. وقد أبرز الكاتب أن البديل عن تمترس الناس وراء انتماءاتهم المذهبية والدينية هو إقامة دولة المواطنة التي يستوي فيها الجميع أمام القانون، ويكون فيها معنى للشراكة في الوطن، بحيث يؤدي كل فرد ما عليه من واجبات ويلقى ما له من حقوق. ولو تأملنا واقع كثير من الدول التي تنعم الآن بالاستقرار والازدهار نجد أنها قد اعتمدت مثل هذا الأساس، فتجاوز الناس فيها الاصطفاف أو الاستقطاب حول خطوط تصنيف أو صدع طائفي، وهذا هو أفضل حل للدول التي تشهد صراعات طائفية حادة، كما كانت عليه حال لبنان خلال فترة الحرب الأهلية، والعراق خلال سنوات ما بعد الحرب الأخيرة. ويخشى أن تكون سوريا قد دخلت الآن أيضاً في أجواء صراع طائفي شبيه بذلك، خاصة بعد إقحام نظام الأسد للمسألة الطائفية في الأزمة السورية الراهنة. فوزي السيد - الإسكندرية