الصحافة الدولية
بداية عهد جديد في الصين... ونهاية المرحلة الأصعب في أفغانستان
اختيار القيادة الجديدة في الصين، والتحديات التي تواجه مستقبل أفغانستان، واستقالة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وتضاعف حجم الإنفاق العسكري في آسيا... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز، ضمن قراءة في الصحافة الدولية.
"على خطى ماو"
تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "آريش تايمز" الإيرلندية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء وخصصتها للتعليق على اختيار الحزب الشيوعي الصيني لقيادة جديدة للبلاد لخمس سنوات قابلة للتجديد. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن المرء لا يملك إلا أن يعقد مقارنة بين الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة ومؤتمر الحزب الشيوعي الصيني. ففي الأولى كانت السمة المميزة هي التشويق، وعدم معرفة من سيفوز في سباق انتخابي متقارب تميز بالاحتدام، أما في الثانية، فإن اسم من سيقود البلاد خلال العشر سنوات المقبلة كان متوقعاً منذ بعض الوقت وهو: "شي جينبينج". ولكن الصحيفة ترى أن "الاستقرار" الذي يفاخر به الحزب قد يقيد التطور السياسي الذي يمكن أن يكون مفيداً في مواجهة تحديات متزايدة تواجهها البلاد.
وعن "شي جينبينج" الذي خلف "هو جينتاو" على رأس الحزب الشيوعي الصيني، وأصبح بالتالي رئيساً للصين، قالت الصحيفة إنه "مرشح توافقي" يستطيع تحقيق المصالحة بين الفصائل المسنة والشابة، وبين الجيش والتيارات التكنوقراطية التي هيمنت على الزعامة في السنوات الأخيرة، معتبرة أن التحدي الأكبر الذي يواجهه الآن، هو إصلاح اقتصاد الصين الآخذ في التباطؤ، والانتقال به من التركيز على التصدير إلى اقتصاد يحرك فيه الاستهلاك الداخلي النمو.
مستقبل أفغانستان
صحيفة "ذا هيندو" الهندية اعتبرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء، أن الزيارة التي قام بها الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إلى الهند الأسبوع الماضي أتت في وقت يواجه فيه مستقبل بلاده العديد من التخوفات وعلامات الاستفهام. والشواهد على ذلك كثيرة وعديدة. فقد أفادت تقارير إخبارية أن قذائف أطلقها جنوده خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي قتلت خمسة مدنيين في منطقة جنوب وزيرستان، وهي تعد الأحدث ضمن سلسلة من المناوشات عبر الحدود. وعلاوة على ذلك، تضيف الصحيفة، فإن مستويات العنف في البلاد باتت أعلى مما كانت عليه قبل 2010، عندما بدأت القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة زيادة عديد جنودها على أمل كسر شوكة التمرد. كما أن الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام مع "طالبان" انتهت تقريباً.
بيد أن الصحيفة تشدد في المقابل على أنه ليس كل الأخبار القادمة من أفغانستان سيئة. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إنه إذا أجريت الانتخابات مثلما هو مخطط لها في أبريل 2014، فإن كرزاي سيصبح أول رئيس دولة أفغاني منتخب يكمل ولايته -ولعل الأهم من ذلك، أنه سيغادر بطريقة منظمة. كما أنه على رغم أن الجيش الوطني الأفغاني ما زال غير مدرَّب بما يكفي ولا يتوافر على الموارد الكافية، إلا أنه حسَّن قدراته على القيام بالعمليات الضرورية للحفاظ على أمن المدن الرئيسية والمحاور الطرقية، بعد انسحاب القوات المحاربة الأميركية المقرر في 2014. ولعل الأهم من ذلك كله، تضيف الصحيفة، هو أن ثمة جيلاً من الأفغان الشباب الملتزمين بإعادة بناء بلدهم.
وهذه المكتسبات يمكن البناء عليها، تقول الصحيفة التي ترى أن الدبلوماسية ستكون مهمة لجمع جيران أفغانستان من أجل استثمار مالهم ومواردهم في المهمة الصعبة والطويلة المتمثلة في إعادة بناء دولة مزقتها عقود من الحرب.
استقالة بترايوس
صحيفة "تورونتو ستار" الكندية علقت، ضمن افتتاحية عددها ليوم الاثنين على استقالة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" ديفيد بترايوس، بعد انكشاف تورطه في فضيحة جنسية. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن استقالة بترايوس يوم الجمعة بعد نحو عام على توليه هذا المنصب الحساس كانت أمراً "لا مفر منه"، بعد انكشاف علاقته مع كاتبة سيرته الذاتية باولا برودويل، مضيفة أن الرجل الذي كانت قاعدته الأولى هي "إعطاء القدوة" ما كان ليتغلب على السخرية والتهكم لو أنه حاول مواجهة خيانته الزوجية.
الصحيفة أكدت على أن بترايوس، باعتباره جاسوس أميركا الأول، كان عليه أن يستقيل. ولكن ذلك لم يضع حداً للأسئلة التي ما زالت تطرح حول هذه القضية. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي الـ" إف بي آي" في رسائل البريد الإلكتروني المتحرشة التي يقال إن باولا برودويل أرسلتها إلى صديقة أخرى لبترايوس، هي جيل كيلي، قد تواصل لأربعة أشهر. وقد علم بذلك زعيم الأغلبية في مجلس النواب إيريك كانتور في شهر أكتوبر، على غرار آخرين. والحال أن وزارة العدل الأميركية لم تجد الوقت على ما يبدو لتخبر مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر بأن بتراويس بات فاقداً للصدقية إلا في الخامسة مساء من يوم الاقتراع.
وكل هذا جعل الأميركيين يتساءلون بشأن الأشياء التي عرفها الـ"إف بي آي" ومتى، ولماذا لم يعرف الرئيس ذلك. ويريدون أن يعرفوا أيضاً ما إن كان يتعين أصلاً على مدير الـ"إف بي آي" روبرت مولر أو وزير العدل إيريك هولدر أن يبلغا البيت الأبيض ومستشاره القانوني والكونجرس في وقت أسرع. كما يتساءل آخرون عما إن كان الـ"إف بي آي" قد امتنع عن الإعلان عن ذلك تفادياً للتأثير على نتيجة الانتخابات. ثم ختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه إذا كان اهتمام أوباما منكباً على التحديات المالية حالياً، فإنه مطالَب بتقديم تفسيرات بشأن مراقبة البيت الأبيض، وصدقية الـ"إف بي آي"، والأمن القومي الأميركي.
العسكرة في آسيا
صحيفة "جابان تايمز" اليابانية خصصت افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء للتعليق على خبر تضاعف الإنفاق العسكري في آسيا خلال العقد الماضي، حسب دراسة جديدة لمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية. وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أن الإنفاق العسكري تزايد بشكل سريع في المنطقة، ولاسيما خلال الخمس سنوات الماضية، ليبلغ ما مجموعه 224 مليار دولار في 2011. وقد مثلت الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية وتايوان 87 في المئة من مجموع الإنفاق، في وقت احتلت فيه الصين المرتبة الأولى، من حيث الإنفاق العسكري منذ 2005 ،عندما تجاوزت اليابان.
وتقول الصحيفة إن إنفاق الصين ارتفع إلى نحو 90 مليار دولار، بينما جاءت اليابان في المرتبة الثانية بنحو 58 مليار دولار، والهند في المرتبة الثالثة بـ37 مليار دولار، لافتة إلى أن هذه الأرقام قد تكون دون الواقع، على اعتبار أن عمليات الإنفاق قد لاتكون شفافة كلياً.
وإذا كان هذا المستوى من الإنفاق لا يقارن بالارتفاع الكبير في الإنفاق الذي كان سائداً خلال الحرب الباردة، تقول الصحيفة، عندما كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي ينفقان مبالغ كبيرة على الدفاع، فإن إعادة توجيه الموارد المالية يمثل تحولاً في أولويات البلدان الآسيوية، محذرة من أن إيلاء الأولوية للإنفاق العسكري يضع عبئاً ثقيلاً على اقتصادات تعاني أصلاً مشاكل كثيرة.
إعداد: محمد وقيف