لا شك أن القرار الرئاسي الأخير حول مدينة بورسعيد، يفتقر إلى الخلفية المعرفية الكافية، تاريخياً وديمغرافيا، حول المدينة، كما بيّن الدكتور إبراهيم البحراوي في مقاله «الإخوان وبورسعيد العصية». لذلك لم يتفاجأ العارفون بالتركيبة النفسية والاجتماعية للمدينة، رفضهم وعصيانهم لقرار حظر التجول في المدينة وشقيقتيها المطلتين على قناة السويس، الإسماعيلية والسويس. وهنا يعود الكاتب إلى انتفاضة أهالي بورسعيد ضد قوات الاحتلال البريطاني عام 1951، ثم مقاومتهم الباسلة ضد العدوان الثلاثي عام 1956. لذا فهو لم يجانب الصوابَ في قوله إن فرض حظر التجول على بورسعيد يعني إيقاظ حاسة المقاومة الموروثة ضد تقييد الحريات، وهذا ما تثبته المدينة كل ليلة منذ قرار الحظر. محمد محمود -القاهرة