سلّمت شركة «ستراتا للتصنيع» المتخصصة بصناعة مكوِّنات هياكل الطائرات التابعة لشركة «مبادلة للتنمية»، ومقرها العين، مؤخراً أول شحنة من جُنيحات الطائرات المخصصة لطائرات "إيرباص أيه 330" إلى شركة "إيرباص" العالمية، حيث سيتمّ تركيب بعض القطع من هذه الشحنة على طائرة تابعة لشركة "الاتحاد للطيران"، وبعضها الآخر على طائرات تابعة لشركات أخرى، وذلك في خطوة تعزز من مكانة شركة "ستراتا للتصنيع" المتنامية كمورِّد معتمد وموثوق به لأجزاء الطائرات وهياكلها على المستوى العالمي. ويأتي هذا الإنجاز في إطار السياسة الحالية التي تتبعها دولة الإمارات بشكل عام وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص، في تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على الثروات الطبيعية "النفط والغاز"، من خلال استثمارات يتمّ توجيهها إلى الصناعات النوعية المتقدمة وفي مقدمتها صناعة الطيران، ولاسيما مع امتلاك الدولة المقومات الأساسية التي تؤهلها لاحتلال مكانة متقدمة في هذه الصناعة، فوفقاً لتصريحات نشرت بداية الشهر الجاري للمدير التنفيذي لشركة "ستراتا للتصنيع" تتجاوز حجم الاستثمارات في الشركة الـ (900) مليون درهم حالياً، وتتوقع الشركة أن تحقق إيرادات تفوق الـ (200) مليون درهم في عام 2013 وهو ضعف ما حققته في عام 2012، وتبلغ القيمة الإجمالية للاتفاقيات الموقعة حالياً بين "ستراتا" وشركات "بوينج" و"إيرباص" و"إي تي آر" سبعة مليارات درهم، في إطار تحقيق خطط الشركة في أن تكون ضمن أكبر 3 شركات في العالم في إنتاج أجزاء ومكوِّنات هياكل الطائرات. ويمثل قطاع الطيران بشكل عام حجر أساس في تحقيق الأهداف الـطويلة الأمد المنصوص عليها في خطة أبوظبي 2030، إذ تعمل أبوظبي من خلال "وحدة مبادلة لصناعة الطيران" التابعة لشركة "مبادلة للتنمية"على تعزيز مكانة أبوظبي كمركز عالمي لهذه الصناعة، وذلك من خلال تبنّي استراتيجية تنطلق من عمليات التصنيع الشاملة وحتى خدمات الصيانة والإصلاح والتجديد، وفي هذا السياق وقعت "مبادلة" اتفاقيات تعاون مع شركات عالمية لتأسيس بنية تحتية متكاملة متقدمة لتكنولوجيا الطيران. وفي إطار اهتمام الدولة بصناعة الطيران، فإنها تحرص على بناء الكوادر الوطنية المتخصصة في هذه الصناعة، وفي سبيل ذلك تقوم "وحدة مبادلة لصناعة الطيران" بإعداد الخبرات الوطنية من خلال برامج متميزة في التعليم والتدريب، مثل برنامج "جسر" الذي يستهدف استقطاب المهندسين المواطنين لدراسة هندسة تصنيع الطائرات لمدة عام، يتأهل خلاله الخريج للحصول على شهادة معتمدة دولياً تعادل هندسة صناعة الطائرات، كما تمثل الدورات التدريبية، سواء داخل الدولة أو خارجها، فرصة مناسبة لتطوير الكوادر الفنية المواطنة في الدولة، كإرسال "ستراتا للتصنيع" ما يزيد على 40 فنياً إلى مصنع "ألينيا إيرماكي" في إيطاليا، من بينهم ثلاث سيدات إماراتيات، بهدف الحصول على تدريب متخصص في مجال صناعة مكوِّنات الطائرات. وتقدر نسبة الأيدي العاملة المواطنة في الشركة بنسبة 30% من إجمالي العاملين الذين يبلغ عددهم 500 موظف، وتطمح إلى تعيين المزيد من الكوادر الوطنية تماشياً مع استراتيجية أبوظبي 2030 لرفع نسبة العمالة الوطنية في الشركة للوصول إلى 50%، من خلال خطة لجذب المزيد من الكوادر الوطنية، وتدريبهم بحسب مستواهم العلمي، في خطوة تسهم في توطين التكنولوجيا في الدولة، ولاسيما في قطاعات صناعات الطيران. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية