أرى أن مقال الكاتب منصور النقيدان: «امتحان حقيقي للأنظمة الجديدة» قد أثار قضية بالغة الأهمية، هي ضرورة تحقيق شيء ملموس في دول الحراك العربي، يكون مبرراً لاستمرار النظم الجديدة. ومن المعروف أن النظم السياسية، بصفة عامة، تستمد شرعتها أولاً وأخيراً من الإنجاز، بل إن شرعية الإنجاز أهم بكثير من شرعية الانتخاب، لأن الانتخابات يمكن تزويرها، أو تضليل الناخبين ودغدغة أحلامهم، كما هو الحال في بلداننا العربية التي تنتشر فيها الأمية الأبجدية، والسياسية أيضاً، على نطاق واسع. وما ينبغي أن تعرفه نظم دول الحراك العربي الآن هو أن العبرة بالنتيجة، فالأسباب المعيشية والاقتصادية بصفة عامة هي التي أدت إلى إسقاط النظم السابقة، ومشكلات المعيشة والبطالة والسكن والفقر الشديد ما زالت قائمة، بل متفاقمة، وإن لم تعرف النظم الجديدة كيف تحلها، فلترحل هي أيضاً غير مأسوف عليها، ولتترك الفرصة لمن يستطيع توفير لقمة العيش للشعوب. أكرم الباجي - تونس