Foreign Affairs سراب «الربيع» اشتمل العدد الأخير من دورية Foreign Affairs التي تصدر كل شهرين عن مجلس «العلاقات الخارجية الأميركي» على العديد من الموضوعات المهمة، فتحت عنوان" هل يمكن حل مشكلات أميركا؟" يرى فريد زكريا أن أزمة الديمقراطية التي تجسدت في سبعينيات القرن الماضي لم تختف؛ وأن كل ما هنالك هو أنه قد جرت التغطية عليها من خلال حلول مؤقتة، أو عن طريق الاستفادة من بعض الفرص السانحة. وفي الوقت الراهن تفاقمت المشكلات التي تواجهها أميركا، وأصبحت الديمقراطية فيها أكثر خللاً وظيفياً مما كانت عليه في أي وقت مضى. والمشكلة الأكبر أن أميركا لم يعد لديها سوى عدد يقل على الدوام من محركات القوة التي تمكنها من الاستمرار والمنافسة في ظل الاقتصاد المعولم، إلى درجة تدفع للقول إن المتشائمين من خطورة الوضع قد يحظون بدرجة من التصديق أكبر بكثير مما يمكن أن يحظى به المتفائلون. وعلى من يشك في هذا الكلام أن يلقي نظرة على ما يحدث في واشنطن في الوقت الراهن كي يرى أن الاستقطاب بين الحزبين الكبيرين في أميركا قد بلغ حداً لم يصل إليه منذ الحرب الأهلية الأميركية في القرن التاسع عشر. وليس هذا فحسب بل إن أميركا صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، وصاحبة عملة الاحتياطي العالمي التي تضطلع بدور قيادي في المؤسسات الدولية، وصلت مرتين خلال السنوات الثلاث الماضية إلى نقطة قريبة جداً من الإقدام على خيارات هي بمثابة انتحار اقتصادي. وتحت عنوان «سراب الربيع العربي» كتب "سيث جونز" مقالاً رأى فيه أن الانتفاضات التي وقعت في دول عربية عام 2011، والتي مثلت في حينها مصدراً للأمل في أعين بعض المتطلعين للديمقراطية، قد أخلت بوعودها بمستقبل أفضل، وفتحت الباب أمام صراعات وصدامات طائفية دموية، وعدم استقرار سياسي. ويرى الكاتب أن الشرق الأوسط لم يتغير نحو الأحسن، وأن الولايات المتحدة بحاجة إلى استنباط سياسة خارجية تعكس هذه الحقيقة من ناحية، وتعمل على إيجاد الحلول لها من ناحية أخرى. لوموند ديبلوماتيك: إحباط التغيير اشتمل العدد الأخير، الخاص بشهر فبراير الجاري، من مجلة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية، في نسختها العربية، على عدد من موضوعات الساعة، المطروحة على الصعيدين الأوروبي والعربي، ومن ضمن عناوين محتويات العدد نقرأ مقالاً بعنوان "انهيار اليونان يثبت فشل التقشف"، وهو عن التداعيات السلبية لسياسات التقشف المالي التي رأى البعض أنها هي الحل لإخراج الدول الأوروبية من الأزمة المالية الراهنة. وفي العدد أيضاً مقال آخر عن "الرأسمالية المتطرفة للإخوان المسلمين"... وتحت عنوان "من يسيطر على الإنترنت؟" تثير المجلة سؤال التحكم في الشبكة الدولية، ومن يستطيع توجيه وتنظيم عملية الضخ والانتشار التي توفرها في عالم اليوم شديد التعولم والترابط اتصالياً واقتصادياً. كما أن هنالك مقالاً آخر مهماً بعنوان «مالي... أهداف غامضة للحرب على الإرهاب» يثير شأناً فرنسياً خاصاً مرتبطاً بضغوط العملية العسكرية الحالية في شمال مالي. وفي افتتاحية العدد عن إحباطات التغيير العربي التي كتبها سمير العيطة تحت عنوان «قطيعة مع منظومة الاستبداد الاقتصاديّة» نقرأ في بدايتها قوله: «تفاجأ جميع المراقبين بالسرعة التي اصطدمت بها تيّارات الإسلام السياسيّ التي وصلت إلى الحكم في بعض بلدان الثورة العربيّة مع مجتمعاتها. بالطبع يأتي مردّ ذلك من أنّها لم "تصلّ على النبي" سياسيّاً، واستعجلت محاولة فرض هيمنتها على المجتمعات، وعلى مشاريع الدساتير وعلى مؤسسات الدولة... إلخ، مستفيدة من أنّ مختلف القوى السياسيّة والاجتماعيّة الأخرى لا ترقى إلى درجة تنظيمها وتمويلها والدعم التي تحصل عليه من دولٍ بعينها. واستهانت بالتالي بعمق التحوّلات في الوعي الاجتماعي والثقافي الذي أحدثه "التسونامي الشبابي" الذي أطاح الاستبداد و"بالسلطة فوق الدولة"، ربمّا لأنّ بعض المثقفين العرب تأثّروا أكثر ممّا ينبغي بمقولات "صراع الحضارات"، ليحابوا الإسلام السياسيّ ويوحوا أنّه "الحلّ"... لمجتمعات أغلبيّتها مسلمة».