لاشك أن مقال الكاتب منصور النقيدان المنشور هنا تحت عنوان: "كما تكونوا يولى عليكم"، قد أثار قضية بالغة الأهمية، هي تحمل شعوب دول التحول العربي لطرف من المسؤولية عما آل إليه حراكها من تخييب للآمال، ونهايات ونتائج سلبية حتى الآن، منذ قفزت على موجة التغيير بعض قوى الإسلام السياسي لتسرق جهود شباب الثورة، الذين كانت الأغلبية الساحقة منهم غير مسيسة أصلاً، وترفع مطالب واضحة مثل توفير فرص العمل وتيسير سبل الحياة الكريمة، وإيجاد حلول لمشكلات الفساد والاستبداد. ولو كانت الشعوب، أو قطاعات منها على الأقل، أحسنت الاختيار، أو لم تنخدع بدعاية بعض الأحزاب والجماعات السياسية، لكان مآل التحولات العربية أفضل، ولأدت إلى إيجاد حلول لمشكلات الشعوب، بدلاً من مراكمتها ومفاقمتها. ولكن قد تعذر الشعوب أيضاً بتفشي الأمية وانعدام الوعي، وانتشار الفقر الذي قد يدفع صاحبه لبيع صوته، لمن يدفع أكثر. أيمن صبري - القاهرة