قرأت مقال الكاتب محمد السماك: "الأمير عبد الرحمن... والدكتور كوكس"، وأتفق معه على أن مدينة تومبكتو التاريخية الواقعة في شمال مالي تمثل كنزاً تراثياً وحضارياً ثميناً بما تزخر به من مخطوطات عربية وإسلامية، ولذلك فقد طالبت منظمة "اليونيسكو وغيرها من جهات دولية معنية بالحفاظ على التراث الإنساني بإبعاد موروثها ومكتباتها عن الصراع الدائر الآن في شمال مالي لطرد الجماعات الإرهابية التي كانت تحتل تلك المنطقة خلال الأشهر الماضية. ولكن المؤسف حقاً هو أن كل تلك الدعوات الدولية لم تجدِ نفعاً فقد قيل إن الجماعات الإرهابية قبل هزيمتها وهروبها ألحقت أضراراً جسيمة بمراكز المخطوطات هناك. وقبل ذلك عمدت تلك الجماعات المتطرفة إلى هدم المعالم الإسلامية، بسبب ضيق أفقها وفهمها المغلوط للدين، وإذا أضيف إلى ذلك الإضرار بالمخطوطات أيضاً فإن تلك الجماعات تكون قد استهدفت كل مقومات التاريخ الإسلامي هناك، وهو أحد أهم مظاهر حضارتنا وثقافتنا في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء. نسرين الجندوبي - تونس