لاشك أن تلك القضية التي أثارها هنا مقال الدكتور إبراهيم البحراوي: "الحريديم ومفاوضات الائتلاف" مهمة للغاية، لأن وجود تلك الجماعات الدينية المتشددة يدل على أن كيان الاحتلال ليس دولة ديمقراطية، بل تنتشر فيه الجماعات الدينية المتطرفة، التي يعتبر بعضها فوق القانون، ولا تطبق عليه التشريعات العامة السارية على بقية الإسرائيليين. وبالنسبة لتلك الجماعات المسماة "الحريدم" يحاول الآن نتنياهو استمالتها، وإن كان متحالفاً أصلاً مع أحزاب وشخصيات سياسية استيطانية لا تقل عنها تطرفاً مثل وزير خارجيته ليبرمان. ولكن الغريب أن الإعلام الغربي نادراً ما يتحدث عن الجوانب المتشددة في المجتمع الإسرائيلي، ويحاول التغطية عليها، بإظهار إسرائيل كدولة ديمقراطية، هذا مع أنها تمارس أبشع احتلال على شعب آخر، وهذا في حد ذاته مناف للديمقراطية، وهو تناقض ذاتي آخر من تناقضات كيان الاحتلال الكثيرة. وائل عقيل - بيروت