استعرض هنا مقال: «المهنية الصحفية بين الادعاء والتطبيق» للكاتب أحمد المنصوري جوانب عديدة من مسألة المهنية والحياد المفترضين في وسائل الإعلام، وإذ أتفق مع الكاتب في كثير مما جاء في مقاله، أود الإشارة إلى أن الحياد في الإعلام عموماً له حدود، ولا يمكن عملياً أن يكون حياداً مطلقاً. وحتى بعض وسائل الإعلام الغربية التي يعتبرها كثيرون مضرب مثل في المهنية والحياد لو تأملنا ما تبث هي أيضاً من أخبار وتقارير، فلن نعدم شواهد دالة على ارتباطها بحكوماتها، وبمن يدفع تمويلها في النهاية. ولكن يمكن للإعلام أن يتعامل بذكاء وحرفية مع مسألة المهنية والحياد النسبيين، بأن يكون ملتزماً بخطوط تحرير محددة، ويحاول قدر الإمكان أن تكون مواقفه غير مفرطة في انحيازها لطرف ما في أية قضية يغطيها. وأما الحياد الكامل فهو أمر متعذر بالنسبة لأي جهد إنساني بصفة عامة، وليس فقط بالنسبة للإعلام وحده. غسان عبد اللطيف - بيروت