لاشك أن مقال "الغرب والحرب السورية" للكاتب غازي العريضي قد أثار قضية مهمة هي كيفية تعاطي الدول الغربية مع الأزمة السورية المديدة، ولكن قبل تحميل الغرب وحده مسؤولية عدم تحريك ساكن لإنهاء هذا الصراع الدموي علينا أن نتذكر أن وقف استهداف المدنيين في سوريا، وإحداث انتقال سلطة هناك بما يستجيب لتطلعات أغلبية الشعب السوري، ينبغي اعتبار كل ذلك مهمة دولية، وليس فقط مهمة غربية. وأعتقد أن الدول العربية لو مارست قدراً أكبر من الضغط على الدول الداعمة للنظام السوري حتى تنزع مظلة الحماية التي توفرها له في مجلس الأمن، وتتوقف عن تزويده بالوسائل التي يمارس من خلالها قمعه للمدنيين، فإن ذلك سيدفعها للتراجع عن دعم نظام دمشق. وإذا لم تستجب تلك الدول الداعمة للنظام السوري ينبغي تخييرها بين مصالحها في المنطقة العربية وبين الاستمرار في دعمه. ولاشك أنها ستختار في النهاية مصالحها في المنطقة. ياسر محمود - أبوظبي