"ديمقراطية" بوش
دائماً وأبداً يطل علينا السيد بوش بتصريحات يطالب خلالها بإرساء قواعد الديمقراطية والقيم الليبرالية والأخلاق وما شابه ذلك، إضافة إلى دعواته المتكررة بضرورة الإصلاح خاصة في الدول العربية التي بات وكأنه الوصي عليها يأمر وينهى ويبت في شؤونها. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل طبق الرئيس بوش كل هذه المفاهيم والقيم والديمقراطية في العراق؟
لا أحد يشك أن كل هذه الأمور التي يتحدث عنها السيد بوش هي أوهام أو بالأحرى من نسج الخيال، لأن الأحداث في العراق تتكلم عن نفسها، فها هو يطبق نظرية "الإرهاب" والقتل والتنكيل وهدم البنية التحتية لبلاد الرافدين ونهب خيراتها وتبديد مواردها.
إذاً الكل يعرف ويفهم ويلاحظ أن الأمور ذات الصلة بالديمقراطية والحرية، التي يتحدث عنها بوش ليست إلا حبراً على ورق، والواقع شيء آخر. ومن الملاحظ أن الديمقراطية التي يتحدث عنها الرئيس الأميركي لا وجود لها في قاموسه حتى في بلده، الذي يراه من أعظم دول العالم في تطبيق الديمقراطية، ولكن للأسف الشديد الاضطهاد الذي يلاقيه مواطنو أميركا من السود وسكان أميركا الأصليين والتفرقة العنصرية لخير دليل على أن الكلام الذي يتشدق به المسؤولون الأميركيون شيء والواقع شيء آخر. صحيح أن الديمقراطية والحرية والمساواة شيء جميل، ولكن للأسف صارت كل هذه الأمور معدومة في كثير من الدول، وخاصة الولايات المتحدة، التي يترأسها السيد بوش، لكنه لايزال مصراً على التشدق بعبارات مفادها أنه يتبنى سياسات من خلالها يمكن تعزيز الديمقراطية والقيم الليبرالية والإصلاحات في كثير من دول العالم وكأنه صار الوحيد الناهي الآمر والوصي على بلدان المعمورة.
هلال سلطان الريامي - أبوظبي