الزيارة الرسمية التي من المقرر أن يقوم بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى بريطانيا يوم 30 أبريل المقبل تأتي ترسيخاً لشراكة عريقة حافظت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة منذ سنوات طويلة، فيما ظلت على الدوام تبحث عن شركاء وأصدقاء جدد في أنحاء العالم، تجسيداً للمبادئ السامية التي تتبناها الدولة في سياستها الخارجية، وهي أن لبلدان العالم والإنسانية مصيراً مشتركاً واحداً، فضلاً عن توسيع شبكة علاقاتها الخارجية ببلدان العالم أجمع. وانطلاقاً من حرص دولة الإمارات العربية المتحدة المبدئي على النأي بنفسها عن النزاعات وأطرافها، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، والتعامل مع الآخرين على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ومبادئ الحق والعدل والسلام، فإنها تسعى دائماً إلى تعزيز صداقاتها القديمة وتطويرها، في الوقت الذي لم تتردد فيه بفتح أبوابها أمام الجميع مرحبة بفرص إقامة شراكات جديدة قد توفر لها ما لا تقدمه الشراكات التقليدية. وهكذا كان دأب الدولة في ظل الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وهو لا يزال كذلك في ظل القيادة الرشيدة ممثلة بقيادة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه حكام الإمارات، ودعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتأتي زيارة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، على رأس وفد رفيع؛ تلبية لدعوة من جلالة الملكة إليزابيث الثانية، التي قامت بزيارة رسمية للدولة في عام 2010؛ لتؤكد بقوة، متانة العلاقات التي تربط بين البلدين منذ عقود وشراكتهما الراسخة في مختلف المجالات: الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. ولئن استمر التعاون بين البلدين على نحو يدعو إلى التفاؤل بإمكانية تعميقه وتطويره، فهو في الواقع يحقق نجاحات مطردة وتقدماً واسعاً تشهد عليه الأرقام والمعطيات الملموسة. فالإمارات تعتبر أكبر سوق لاستيراد البضائع البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإذ ارتفعت الصادرات البريطانية إلى الدولة خلال العالم الماضي بنسبة لا تقل عن 9 في المئة، وبات هناك نحو 170 رحلة طيران أسبوعية بين البلدين، فإن الإمارات وبريطانيا تسعيان إلى تعميق التعاون التجاري بغرض رفع مستواه ليصل إلى 70 مليار درهم مع حلول عام 2015. والإمارات لا تكتفي بالاستيراد من بريطانيا، بل هي تعمل على تطوير مشروعات استثمارية في شتى المجالات فيها. ولا تقتصر الاستثمارات والجهود الإماراتية على تطوير مرافق رياضية، بل تتعداها إلى ميدان التعليم العالي البريطاني، الذي يشهد حضوراً قوياً للاستثمارات الإماراتية، وبوسع المرء أن يلمس عمل القطاعين العام والخاص الإماراتيين في مؤسسات تعليمية عريقة، مثل: كلية لندن للاقتصاد، وجامعة أكسفورد، إلى جانب جامعة إكستر، فضلاً عن علاقات العمل التي تربط بين معهد مصدر المتخصص في أبحاث الطاقة النظيفة وإمبريال كوليج في لندن. وليس غريباً أن تزدهر العلاقات الاقتصادية بين البلدين، نظراً إلى التاريخ الطويل الذي يجمعهما ولحرصهما المشترك على بسط السلام والعدل والتصدي للتطرف والإرهاب، ولاشك أن تصميمهما على تعميق التعاون وتطوير الشراكة في هذه الميادين كلها، سيجد المزيد من التعزيز بفضل زيارة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، المقررة يوم 30 أبريل المقبل. ---------- عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية