تعقيباً على د. السيد ولد أباه: غياب البرامج
قرأت مقال الدكتور السيد ولد أباه: «أزمة ديمقراطية... أم أزمة قيادة؟»، وأتفق معه، خاصة في قوله إن "القيادات العربية الجديدة بحاجة إلى إشعاع الحكمة السياسية، وشجاعة الترفع عن مغانم السلطة والقدرة على استقطاب ثقة الناس، وما أشد الحاجة إليها في هذا المأزق المتفاقم". وأرى زيادة على ذلك أن كثيراً من القيادات التي جاء ضمن ما يسمى "الربيع العربي" ليست عندها برامج سياسية أصلاً، وإنما هي جماعات سياسية كانت متعطشة للسلطة، وركبت موجة الاحتجاجات والتغيير ووظفتهما ضمن سعيها للوصول إلى كراسي الحكم، وحين وصلت إليها انكشف فراغها السياسي وفشلها في تسيير الشأن العام.
ولا أدل على ما أقول من بقاء أحوال عدم الاستقرار في دول الحراك العربي، وعودة الفوضى العارمة بشكل أكبر وأخطر مما كان قائماً حتى في أجواء الاحتجاجات على النظم السابقة، كما أن بعض الجماعات والشخصيات المتنفذة الجديدة لا تظهر أيضاً في سلوكها السياسي تعلقاً واضحاً بقيم الديمقراطية والحريات العامة، حيث تضيق بصاحب كل رأي، ولا تسمح للصحافة حتى بتداول الجوانب الإخبارية من الأحداث، أحرى أن تسمح لها بحرية الرأي.
فايز حمدي - القاهرة