دعم إماراتي متواصل للشعب السوري
لا تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة المعونات العاجلة وقت الضرورة لمن يحتاجها وكأنها مهمة عابرة تؤديها وكفى، بل تحرص على متابعة عمليات الإغاثة عن كثب حتى تضمن فاعليتها على المدى الطويل، وتسعى إلى بناء مستقبل اللاجئ الذي تساعده كي يساعد نفسه وعائلته. وتمثل الجهود الإنسانية التي تقوم بها الدولة، بغرض مساعدة اللاجئين السوريين الهاربين من الأزمة التي تعصف ببلادهم منذ أكثر من سنتين، عينة نموذجية من شأنها أن تسلط الضوء بوضوح على طبيعة الدور الإنساني الإماراتي وفاعليته. ولئن كانت هذه الجهود الإماراتية التي أدت وتؤدي إلى الأخذ بيد مئات الآلاف من السوريين وعائلاتهم على طريق العيش الآمن بعيداً عن المرض والجوع والخوف في المناطق التي التجؤوا إليها، موضع تركيز إعلامي، خصوصاً أن الأزمة السورية تتفاقم وتتفاقم معها أوضاع اللاجئين، فإن أعمال الخير التي يقوم بها الإماراتيون في مشارق الأرض ومغاربها، لا تتوقف.
إن الرغبة العميقة لدى الإمارات لنجدة الملهوفين ومساعدة المحتاجين، وإعانة ضحايا الكوارث الطبيعية، نابعة من ثقافتها الأصيلة، ومن المبادئ السامية التي تقوم عليها دولتها، والمتمثلة في تثمين التعاون والإخاء بين الناس أياً كانوا، وتقديم يد العون إلى كل محتاج في كل ركن من أركان العالم، من دون تفرقة بين لون وجنس ودين وعرق، ولعل هذا ما يُكسِب دورَها الإنساني، على الساحتين الإقليمية والدولية، الصدقية والفاعلية، ويجعل منها ركناً مهماً وفاعلاً من أركان العمل الإنساني الدولي بشهادة المنظمات العالمية المعنية بتقييم النشاط الإنساني والإنمائي في العالم.
ومن خلال الحالة السورية، يمكن للمرء أن يدرك أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها الإمارات للمحتاجين، هي عنوان التزامها حيالهم حاضراً ومستقبلاً. من هنا تسعى هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، التي أشرفت أخيراً على إقامة مخيم أردني، على تتبّع أحوال هذا المخيم عن كثب ومراقبة أدائه ومدى تلبيته للاحتياجات الأساسية لآلاف اللاجئين السوريين واستيعابهم. والمخيم الذي يُدار إلكترونياً، شاهد جديد، ليس فقط على حرص الإمارات على نجدة الملهوف وإعانة المحتاج، بل أيضاً على أنها تقوم بهذا الدور وعيونها على الأيام الآتية. والخدمات التي يوفرها المخيم لساكنيه ليست معنية بسد حاجاتهم الراهنة فحسب، بل أيضاً في إعانتهم على الوقوف على أقدامهم وبناء حياتهم مستقبلاً، إذ توفر لهم ولعائلاتهم التعليم والتدريب، علاوة على الرعاية النفسية.
كما يدرك المرء من خلال معاينة الجهود الإماراتية الموجهة إلى سوريا والسوريين، سخاء وفاعلية هذه الجهود والسرعة التي تتم بها، أياً كان المحتاج. فالمساعدات التي تقدر قيمتها بعشرات الملايين من الدراهم التي أنفقت لتقديم المعونة للاجئين والنازحين في داخل سوريا وخارجها، اشتملت على جسر جوي نظمته هيئة الهلال الأحمر الإماراتية ونقل آلاف الأطنان من مواد الإغاثة إلى اللاجئين في الأردن. كما تضمنت إقامة مستشفيات ميدانية ومخيمات إيواء. وجاءت هذه المساعدات في مناسبات عدة استجابةً لنداء عاجل من منظمات دولية معنية، وذلك كما حصل في حالة المعونات التي قدمت أخيراً للاجئين الفلسطينيين في سوريا بسرعة لافتة للنظر.
هكذا تتجلى عظمة الدور الإنساني الإماراتي وتميّزه، والذي بات موضع إشادة عالمية، ونموذجاً يسعى الكثيرون إلى الاحتذاء به وتعلّم الدروس المفيدة منه في ميادين العمل الخيري العالمي.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.