انتقد محمد عارف في مقاله «عشر سنوات من حُب العراق»، أوضاع بلاده وما آلت إليه أحوال أهلها في ظل الغزو الأميركي، وما تمخض عنه من سيطرةٍ ونفوذٍ لبعض النخب الطائفية. واستخدم الكاتب في ذلك بعض الصور النقدية الجميلة الواردة على لسان الفتاة العراقية الشهيرة صاحبة مدونة «بغداد تحترق»، خاصةً سخريتها من سجالات العراقيين الحادة، والتي تعود إلى عدم معرفتهم كيف يتناقشون، وقولها إن أسوأ ما تنتهي إليه نقاشاتهم هو الصمت المشحون بالغضب. لكن أكثر ما أثار إعجابي في المقال هو ذلك الموقف اللافت من جانب الكاتب، حيث يقول: «أنا الهارب نحو أربعة عقود من العراق، والمعزول من عملي بأمر مجلس قيادة الثورة، وبتوقيع نائب رئيس المجلس آنذاك المرحوم صدام حسين، ضمن ما سُميِّتْ حملة تبعيث أجهزة التعليم العالي والإعلام... لماذا استنكفتُ عن مطالبة نظام الاحتلال بتعويضي عن مظلوميتي، وعكفتُ عشر سنوات على مهاجمة النظام الطائفي المسؤول عن خراب وطني؟.. هذا هو حب العراق». وأعتقد بالمقابل أن ساسة كثيرين في المعارضة العراقية السابقة ألبسوا مظلومياتهم الشخصية لباس الموقف السياسي المعارض، ثم سرعان ما حولوا الاثنان معاً المظلومية والموقف السياسي، إلى تخندق طائفي عمل على إعادة الزج بالعراق في صراعات القرن الثاني الهجري! نادية عمر -أميركا