بفوز دبي باستضافة إكسبو 2020، فإن العالم أجمع قد فاز بهذه الاستضافة، وليس دولة الإمارات وحدها، وذلك لسبب بسيط جداً، وهو أن دبي مدينة عالمية بجميع المقاييس، ومنذ بداية المشوار كنا جميعاً كمواطنين متفائلين جداً بأن دانة الدنيا العملاقة في كل شيء ستفوز بهذه الاستضافة، ليس تقليلاً من شأن المدن الأخرى المنافسة التي نكن لها احتراماً وتقديراً شديداً كعادتنا مواطني الإمارات في احترام الآخرين وإنْ كانوا منافسين لنا في أي شأن، وذلك لوعينا ومعرفتنا بأن الفوز في أية منافسة يبدأ من احترام الطرف المنافس وإعطاءه حق قدره بأنه قادر، ولكي نتفوق عليه وعلى قدراته يجب علينا احترامه أولاً، فهذا هو المنهج وهذا هو السلوك القويم الذي اختطه لنا القادة والآباء أسلافاً وحاضرين. المهم في الأمر، هو أن دبي فازت بحق التنظيم وتفوقت على منافسيها بفوز كاسح وصل في المرحلة الثالثة والأخيرة إلى 116 صوتاً، وهذا إنجاز تاريخي ربما لم تحققه مدينة أخرى في تاريخ المنافسة على استضافة إكسبو، وهنا فإن ذلك يعد دليلاً قاطعاً على ثقة العالم أجمع بقدرة دبي وإمكانياتها الحقة في تنظيم مثل هذه الأحداث العالمية الكبرى فهي ذات بنية تحتية متكاملة ما بين مطارات وموانئ وشبكات طرق ومواصلات داخلية وفنادق وتجهيزات لإقامة المعارض إلى غير ذلك من مرافق البنية التحتية، وهي ذات وضع تجاري واقتصادي يشد انتباه المستثمرين ورجال المال والأعمال والهيئات والمؤسسات والشركات العالمية التي تطمح إلى تحقيق الأرباح في الأسواق الناجحة والجاذبة حول العالم، وهي مدينة يعمها الأمن والأمان للبشر ولرؤوس الأموال. وخلال الفترة القادمة إلى أن يحين موعد إقامة إكسبو 2020 سيستفيد العالم أجمع من الحركة الاقتصادية والتجارية والعمرانية والإنشائية التي ستشهدها دبي، وهذا سيزيد من الطلب على الأيدي العاملة والمهارات الفنية سواء كان ذلك على مستوى القيادات المطلوبة من فنيين وخبراء ومهندسين، أو أيد عاملة ماهرة أو عادية مطلوبة عبر القطاعات المتعددة كالإنشاءات والصناعة والتكنولوجيا، الأمر الذي سيخلق فرص عمل جديدة وواسعة أمام البشرية جمعاء للقدوم إلى دولة الإمارات، ودبي بشكل خاص للعمل فيها والإسهام في استكمال مستلزمات إقامة الحدث المهم، مما سيعود عليهم وعلى أسرهم وأوطانهم بالخير العميم. لقد كان العمل من أجل الفوز باستضافة الحدث شاقاً ومضنياً، لكن الرجال والنساء الذين أداروا الحملة يتصدرهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "حفظه الله ورعاه" على قدر المسؤولية، وأهل لها. وتمكنوا جميعاً من جعل ملف الاستضافة المقدم الأكثر بريقاً ولمعاناً وجودة، لكي يحظى بالأولوية والتميز على كل ما عداه من الملفات التي قدمت للمنافسة، إن أهم ما يلفت الانتباه هو أن الشعار الذي تم إطلاقه يقول: "تواصل العقول وصنع المستقبل هو شعارنا.. وصناعة الإنسان هي الأساس، فالإنسان هو الأصل أولاً وأخيراً، وكل ما نقوم به هو في صالحه ومن أجله فهو أغلى ما نملك"، دبي ستجلب الخير للعالم، وفي الحقيقة هو الذي فاز لأن ما ستقدمه له دبي سيبهره، فهي كعادتها لا تقدم للعالم إلا ما يفيده ويبهره، ويؤكد له بأنها جزء أصيل منه وتعمل لصالح البشرية جمعاً، فهنيئاً لك أيها العالم بدبي، وهنيئاً لقيادة الإمارات وشعبها بدانة الدنيا، وهنيئاً لك يا دبي استضافة إكسبو 2020.