تعقيباً على عبد الله بن بجاد: مناضل إنساني
أتفق مع ما جاء في مقال الكاتب عبدالله بن بجاد العتيبي: «مانديلا: الأسود الذي نشر البياض»، وأعتقد أن مانديلا كان مناضلاً إنسانياً استثنائياً، تمكن بفعل قوة إرادته وصبره وما جبل عليه من تسامح وانفتاح وسعة أفق، من أن يحرر شعبه ويخلص بلاده من نظام الفصل العنصري الذي كان يرزح في إسار معاناته عشرات الملايين من الأفارقة، لصالح أقلية من سكان تلك البلاد. وبعدما انتصر نضال مانديلا وألغي نظام الفصل العنصري، أثبت أيضاً أنه رجل من رجال التاريخ الكبار القادرين على التسامي والترفع عن الأجندات الفئوية فدفع باتجاه المصالحة لا الانتقام، والتعايش لا تصفية الحسابات القديمة.
وقد تحول مانديلا مع مرور الوقت، وحتى أثناء فترة سجنه لقرابة 27 عاماً، إلى أيقونة نضالية تحررية إنسانية، ولذلك نرى اليوم العالم كله يحزن لرحيله، ويتحد في الثناء عليه ورثائه، وهو بهذا يعتبر محل إجماع دولي في كونه أحد أبطال التاريخ والإنسانية.
عبد المطلب آدم - الخرطوم