منارة للفكر والثقافة والتنوير
لا يمثل «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، مؤسسة بحثية بالمعنى الضيق، وإنما مؤسسة شاملة، فهو مركز للبحث والتفكير والتدريب والدراسة وخدمة المجتمع، ويمارس دوراً ثقافياً تنويرياً، ويعمل على تعزيز الوعي المجتمعي بالقضايا المحلية والإقليمية والدولية، وهذا ما يتضح بشكل خاص من التنوع الكبير لفعالياته العلمية والثقافية؛ فبالإضافة إلى مؤتمراته وندواته المتخصصة، الدورية وغير الدورية، ينظم محاضرات عامة؛ تهدف إلى تسليط الضوء على قضايا سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو أمنية، تخص دولة الإمارات العربية المتحدة، أو منطقة الخليج العربي أو المنطقة العربية والعالم، ويدعى إلى إلقائها خبراء ومسؤولون وشخصيات عامة، تحظى باهتمام كبير ليس فقط من قبل المتخصصين، وإنما من المثقفين والدارسين والباحثين والجمهور العادي؛ ومن ثم فإن هذه المحاضرات، تمثل نافذة ثقافية مهمة نطل من خلالها على تفاعلات وقضايا وملفات في المنطقة والعالم، وكان التفكير في تنظيم مثل هذه المحاضرات منذ البداية، تعبيراً عن رؤية واعية لدور مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية كمؤسسة إماراتية، لها رسالة علمية وثقافية وتوعوية ذات أبعاد محلية وعربية وكذلك دولية.
وقد كانت محاضرة «إيران بين أحمدي نجاد وروحاني»، التي نظمها «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، وألقاها الباحث الإماراتي في الشؤون السياسية، الدكتور سلطان محمد النعيمي، يوم الاثنين الثالث والعشرين من ديسمبر الجاري، نموذجاً معبراً عن أهمية مثل هذه المحاضرات والدور الثقافي الكبير الذي تقوم به، حيث تناولت موضوعاً على قدر كبير من الأهمية، ويحظى بمتابعة حثيثة من قبل الأوساط السياسية والبحثية والإعلامية في العالم كله، وهو حدود التغير الذي تشهده السياسة الخارجية الإيرانية، في عهد الرئيس حسن روحاني، مقارنة بعهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. وقد عكس الحضور الكبير لمتابعة المحاضرة اهتماماً ملحوظاً بمحاضرات مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وفعالياته المختلفة، وخاصة أنه يحرص على أن تكون على تماس مباشر ومستمر مع أحدث التفاعلات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها من ناحية، ومع القضايا الاستراتيجية ذات الأهمية الخاصة، من ناحية أخرى.
وعلى الرغم من كثرة الفعاليات العلمية التي ينظمها على مدار العام وتنوعها، فإن سعادة الدكتور جمال سند السويدي، المدير العام لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، يعمل دائماً على التوسع في هذه الفعاليات؛ بما يعزز دور المركز في دعم صانع القرار وخدمة المجتمع، ويعمق من الحضور الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، في أطرها الخليجية والعربية والدولية، وفي هذا السياق، يمكن الإشارة إلى المحاضرات التي نظمها المركز في خيمته الرمضانية خلال شهر رمضان الماضي، وتمحورت حول "الوسطية والإسلام السياسي"، وشارك فيها العديد من المفكرين والمتخصصين، من داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، وحظيت مناقشاتها والتوجهات التي عبرت عنها باهتمام إعلامي ملحوظ، ومثلت إسهاماً تنويرياً مهماً بشأن قضية تتصل بأمن المجتمعات العربية والإسلامية واستقرارها وحاضرها ومستقبلها.
بينما يقترب «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، من إكمال عامه العشرين في الرابع عشر من مارس 2014، فقد تحول إلى منارة علمية- ثقافية إماراتية، تعكس ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة وتفوقها.