نموذج للتعاون بين المؤسسات الخليجية
تمثل ندوة «التعاون الإعلامي الإماراتي- البحريني في ظل التحديات الراهنة في المنطقة العربية»، التي بدأت أمس الأحد في «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» في أبوظبي، وتستمر حتى اليوم بحضور عدد من الإعلاميين الإماراتيين والبحرينيين- نموذجاً لما يمكن أن تقوم به المؤسسات الخليجية، وفي مقدمتها مراكز الدراسات والبحوث والإعلام وهيئات المجتمع المدني وغيرها، في دعم العلاقات وتعزيزها بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في المجالات كافة، ومن ثم المساهمة الإيجابية والفاعلة في بناء رؤى وتصورات للحاضر والمستقبل تساعد في دعم العمل الخليجي المشترك، خاصة في المجال الإعلامي، وهو مجال تصاعدت أهميته بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح الإعلام أحد الأدوات الفاعلة في التنافس الاستراتيجي وصراعات النفوذ والسيطرة في النظام العالمي الجديد، كما أكد ذلك سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» في كلمته في الندوة.
ويزيد من أهمية هذه الندوة أنها جاءت بعد زيارة قام بها سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، على رأس وفد من المركز، لمملكة البحرين خلال شهر ديسمبر الماضي، بدعوة من جمعية الصحفيين البحرينية، حيث التقى خلال الزيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، والأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس الوزراء، كما حضر الندوة الحوارية «الإعلام الخارجي: التحديات والحلول». وقد عبرت هذه الزيارة عن عمق العلاقات الإماراتية-البحرينية، وحرص القيادة في مملكة البحرين على تطويرها وتعزيزها في المجالات كافة. وأكد سعادة الدكتور جمال سند السويدي أن هذه الزيارة سوف توفر فرصاً حقيقية لفتح آفاق واسعة من التعاون والتنسيق والتشاور في مجال إعداد البحوث الاستراتيجية المتخصصة ذات العلاقة بالتنمية المستدامة التي يشهدها البلدان الشقيقان.
إن «ندوة التعاون الإعلامي الإماراتي- البحريني في ظل التحديات الراهنة في المنطقة العربية»، تمثل مظهراً مهماً من مظاهر اهتمام «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات البحثية والإعلامية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وإعلانه المستمر بأنه على استعداد لتقديم خبرته وإمكاناته لهذه المؤسسات في إطار دوره الذي يؤمن به في خدمة المجتمع الخليجي ودعم مسيرة العمل الخليجي المشترك، مستلهماً توجهات ومواقف وجهود القائد المؤسس -المغفور له بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- الذي لعب دوراً تاريخياً في إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيز حضوره الإقليمي والعالمي وتقوية أركانه، وهو النهج الذي يسير عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، قولاً وعملاً، ومن منطلق إيمان مطلق بأن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، هو إطار أساسي لضمان أمن ومكتسبات دوله وشعوبه في ظل بيئة إقليمية مضطربة وسياق عالمي متغير.
في ظل كل ما سبق، يمثل التعاون بين «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، وجمعية الصحفيين في مملكة البحرين، نموذجاً مهماً للتعاون والتنسيق بين المؤسسات الخليجية، خاصة تلك التي تسهم في صناعة الفكر والإبداع والتأثير في الرأي العام وتجعل من استشراف المستقبل مهمة رئيسية لها.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.