أعتقد أنها بالفعل «نهاية النموذج التركي»، كما قال عنها الدكتور وحيد عبدالمجيد في عنوان مقاله الأخير، حيث أوضح أن مجموعة من عوامل الضعف والإنهاك تكالبت على ما بدا إلى وقت قريب نموذجاً للإسلام المعتدل الذي أغرى الدول الغربية بدعم بعض التجارب الأخرى في العالم العربي كي تأتي على منواله»، أملاً في أن تكون تلك التجارب أداة صهر واستئلاف للنماذج الأخرى الأكثر تمرداً وتطرفاً داخل حقل الإسلام السياسي. لكن النموذج المذكور، وهو نظام أردوغان وحزبه في تركيا، يقع الآن فريسة لجملة من الفضائح المالية، التي انكشفت وأفقدته توازنه فلجأ إلى تكميم الأفواه ومحاربة الحريات والتدخل بشكل فج في القضاء ومحاولة تطويع المؤسسات الأمنية والعسكرية. وفي هذا الخضم المتلاطم والمعقد يسقط النموذج التركي، ليلحق بالنماذج الأخرى التي أريد لها أن تكون على شاكلته، مما يغلق الباب مستقبلاً أمام أي عودة لتيارات الإسلام السياسي إلى الحياة العامة في العالم العربي. أمين عمر -الشارقة