ضمن هذا التعقيب على مقال الكاتب جيمس زغبي: «الأزمة السورية... والمعادلة الصفرية» أرى أن أساس الحل المنشود للأزمة السورية ينبغي أن يكون الاستجابة لمطالب الشعب السوري، ووضعها في الاعتبار كمنطلق تفاوضي وكهدف يسعى الوسطاء والمتفاوضون معاً لتحقيقه في النهاية. وأعتقد أن في مقدمة مطالب الأغلبية الساحقة من السوريين اليوم تشكيل حكومة توافقية لا تستبعد أي طيف سياسي أو طائفي، ومحاسبة الأطراف المتورطة في سفك الدم السوري، ويستطيع المجتمع الدولي لعب دور كبير في تحديد كيفية الحل ودفع السوريين للاتفاق عليه. وبغض النظر عن النتائج التي يتوصل إليها مؤتمر جنيف 2 وكذلك تحولات الوضع الميداني للصراع فإن استبعاد الأطراف التي سفكت دماء السوريين من أية ترتيبات مستقبلية سيكون وصفة جيدة للمستقبل، على الأقل لضمان تهدئة الاحتقان بين الأطراف المتصارعة، وأيضاً لكون كل هذه الأعداد الهائلة من الضحايا الذين سقطوا في الصراع تفرض وضعها في الاعتبار ضمن تسويات وترتيبات إنهاء الصراع. ولاشك أن على النظام الإقليمي العربي خاصة مهمة كبرى فيما يتعلق بمرحلة ما بعد انتهاء الأزمة تتمثل في مساعدة السوريين على المصالحة وإعادة إعمار ما دمرته الأزمة من الدورة الاقتصادية والبنيات التحتية. محمود إبراهيم - الرياض