شاركت في ندوة «مستقبل الإسلام السياسي في الوطن العربي» التي أعدها المركز العربي للبحوث والدراسات على مدى ثلاثة أيام، نوقشت فيها 16 ورقة بحثية وجلسة مائدة مستديرة للحوار حول الاستراتيجيات المستقبلية للتعامل مع حركات الإسلام السياسي. خصصت الجلسة الأولى لمناقشة الخريطة المعرفية لحركات الإسلام السياسي في بلدان الربيع العربي، والجلسة الثانية كانت حول رؤى حركات الإسلام السياسي في بناء الدولة والمجتمع، والجلسة الثالثة خصصت لتجارب حركات الإسلام السياسي في السلطة والحكم، وفي اليوم الثاني تم تقييم أداء التيارات الإسلامية في البرلمانات العربية، حيث نوقشت تجربة الإسلام السياسي البرلمانية في كل من مصر والمغرب والكويت. أما الجلسة الخامسة، فناقشت حركات الإسلام السياسي والإعلام، أما اليوم الأخير فقد خصص لمناقشة حركات الإسلام السياسي وآفاق المستقبل واستراتيجية التعامل مع هذه الحركات. لا يتسع المجال لاستعراض أوراق المؤتمر البحثية، لكن يمكن القول إن هناك اهتماماً كبيراً متزايداً في مصر لدراسة ظاهرة الإسلام السياسي في مصر والعالم العربي والإسلامي والعالم بعد تجربة مصر المؤلمة مع الإخوان المسلمين.. فقد أوضح السيد ياسين مدير «المركز العربي» أن المركز لديه أكثر من مليوني وثيقة عن الإسلام السياسي، وأن المركز ليس هو الوحيد المهتم بهذه الظاهرة العربية- الإسلامية. وأوضح أن خلافنا مع «الإخوان» ليس حول الدين، بل هو حول الحداثة، فالعقل هو المحك في الحداثة وليس الدين، فالحرية السياسية هي الأساس والعدالة الاجتماعية والتطور الحضاري، وأكد أن إشكالية الدين والسياسة في مصر والوطن العربي قضية شائكة ومعقدة، وتحتاج إلى دراسات مستفيضة. ما يهمنا في هذا المقال هو استعراض أهم القضايا والتساؤلات التي أثيرت حول مصر وتعاملها مع «الإخوان المسلمين». فما هي رؤية الأكاديميين والمثقفين العرب والمصريين لظاهرة الإسلام السياسي، لقد طرحت في المؤتمر تساؤلات عدة أكثر من تقديم أجوبة. فالبعض تساءل هل هنالك مستقبل للإسلام السياسي، خصوصاً بعد لجوئهم للعنف؟ فحركات الإسلام السياسي التي بدأت دعوية مسالمة انتهت إلى استعمال العنف والإرهاب... لماذا؟ وتساءل آخرون هل نجحت التجربة الإسلامية في أي بلد عربي أو إسلامي؟ وأرجعوا أسباب الفشل لعدم إيمان هذه الجماعات بالآخر، والتعاون مع الآخرين لتحقيق التنمية والازدهار الاقتصادي. وقد طرحت تساؤلات جوهرية عدة حول علاقة الإسلام السياسي بالسلطة. هناك حركات إسلامية متعددة ومختلفة في نهجها ومفاهيمها فما الذي يجمعها؟ هل الكلام عن قيام دولة إسلامية تشمل الجميع أمر يمكن تحقيقه أو أنها أوهام وأحلام؟ ما الذي يجمع مسلمي آسيا وأفريقيا وأميركا وأوروبا؟ صحيح تجمعهم العقيدة، لكن هل هي تكفي لتحقيق الوحدة الإسلامية المنشودة؟ هل الولاء للعقيدة يوجب الولاء للوطن؟ الأمر المؤكد لا قيمة لنظرية مهما كانت طبيعتها إذا لم تكن لها فرصة للتطبيق عملياً. هل قامت الحركات الإسلامية بتنفيذ حكمها الإسلامي؟ هنالك فرق كبير بين النظرية والتطبيق.. هل الحركات الإسلامية التي تدعي التمثيل الإسلامي هل وضعت الإسلام في خدمة السلطة أم رفعت الإسلام لتطبيق الأخلاقيات الإسلامية في خدمة السلطة، أم استخدم الإسلام لتحقيق أهداف وأغراض معينة؟ اتفق جميع الحضور على أن الديمقراطية مهمة لبلداننا، ولا يمكن التخلي عنها، لكن عندما تتعرض مصر للإرهاب، فعلينا جميعاً أن نراجع أنفسنا كيف يمكن تحقيق الديمقراطية والأمن والاستقرار وازدهار الاقتصاد في حالة استمرار العنف والإرهاب؟