أعجبني مقال «أفريقيا ومعارك التكالب الثالث»، لكاتبه حلمي شعراوي، والذي عرض فيه خريطة «الحضور الدولي» و«التكالب» على أفريقيا مجدداً، وهو التكالب الذي يوشك أن يتحول إلى سياسة لتفتيت القارة كشرط لضمان استمرار استغلالها. وكما عرفت الموجة الثانية من التكالب في ستينيات القرن الماضي مع إعلانات استقلال الدول الأفريقية في ذلك الوقت، فقد تمثلت الموجة الأولى في مؤتمر برلين لتقسيم أفريقيا عام 1882. أما في الموجة الحالية فتتباين موضوعات التدخل من العسكرة وتمويل الصراعات والحروب إلى الاستحواذ على موارد النفط وإيجاد الوكلاء المحليين. فيما تضم الأطراف المتكالبة بعض الدول الأوروبية الرئيسية والولايات المتحدة والصين، علاوة على وجوه جديدة مثل تركيا وإيران. وإذ نجحت الصين في الفصل بين الاقتصاد والسياسة، فقد أصبحت ثاني أكبر شريك تجاري للقارة بعد الولايات المتحدة، بينما تعاني فرنسا من تدهور في وضعها داخل القارة، لينحصر في مجرد القيام كبديل مؤقت للولايات المتحدة في مناطق نفوذها التقليدية. إبراهيم رشدي -دبي