تعقبياً على أحمد المنصوري: سلبيات «التواصل»
أتفق تماماً مع ما جاء في مقال أحمد المنصوري يوم أمس حول سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي التي غزت عالمنا وأصبحت جزءاً من يومياتنا، فمع تزايد الاشتراك في المواقع الاجتماعية المختلفة وانتشارها الكبير بين أوساط الشباب في العالم العربي، زادت احتمالات التجاوز وسوء الاستخدام، ولعل الكاتب على حق عندما يقول إنه في عالمنا العربي تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى وسائل للفتنة الاجتماعية بسبب انعدام ثقافة الحوار وعدم تقبل الاختلاف، بل وعدم الاعتراف بإنسانية صاحب الفكر المخالف، فما نشهده حالياً من تدني مستوى الحوار على صفحات تلك المواقع والنبش في النعرات المذهبية والدينية والانتماءات الضيقة يدق ناقوس الخطر ويكشف أولًا هشاشة المجتمعات العربية التي لم تتخلص بعد من هوياتها المنغلقة، ولم تنفتح على آفاق أرحب من الحوار وقبول الاختلاف، ثم تكشف ثانياً تحديات التواصل الحديث وصعوبة مراقبته، فالجهات الرسمية تجد نفسها في الكثير من الأحيان عاجزة عن درء أخطار، وأخطاء وسائط التواصل الاجتماعي وما قد تتسبب فيه من فتنة مجتمعية ونشر للشائعات المغرضة، أو التعرض لأعراض الناس وسمعتهم دون وجه حق، ليبقى الرهان في الأخير تقدم المجتمعات نفسها وتطورها وخروجها من آفة التعصب وإقصاء الآخر.
سالم منير