اشتملت المقالات الجديدة التي قدمها موقع «good reads» المتخصص بإشهار أحدث الإصدارات والطروحات العلمية، على تلك التي تتناول مستقبل الروبوتات البشرية، والحلقة المفرغة للفقر، والمشاكل التنظيمية للمجهود الجماعي العلمي، وما هي أفضل أساليب إدارة الغابات المحترقة وغيرها من مواضيع الساعة، ونعرض لأهمها فيما يلي. وحول «جوجل» وريادة صناعة الروبوتات، فإنه خلال السنة الماضية، عمدت شركة «جوجل» العملاقة إلى التهام العديد من شركات صناعة الروبوتات البشرية humanoids، بما فيها «بوسطن دايناميكس» التي اشتهرت بابتكار كلب رباعي القوائم متخصص بالسير فوق كافة أنواع التضاريس الأرضية وأطلقت عليه اسم «الكلب الكبير» Big Dog، وما لبثت أن ابتدعت نسخة أصغر منه أطلقت عليها اسم «الكلب الصغير». ثم استحوذت على شركة «مختبرات نيست» Nest Labs صاحبة العديد من الابتكارات الذكية مثل المجس الحراري الذكي«الترموستات»، وكشّاف الدخان، وهي التي اشتهرت أيضاً على مستوى العالم بصناعة العنفات الهوائية المخصصة لتوليد الكهرباء من حركة التيارات الهوائية. ولو أضفت هذه الجملة من عمليات الاستحواذ التي حدثت مؤخراً، إلى سلسلة ابتكارات تهتم «جوجل» الآن بإخراجها إلى حيّز الوجود، ومن أهمها السيارات التي تقود نفسها بنفسها، فسوف يتضح لك بأن «محرّك البحث الشهير هذا» يحتكم إلى بعض الأفكار والطموحات ذات الوزن الثقيل فيما يتعلق بالمستقبل. هذا ما أوضحه «نيك بيلتون»، في «نيويورك تايمز»، وكان لابد لـه أن يجري مقارنة سريعة بين «جوجل» وأشهر الشركات المنافسة لها حيث قال: «ونحن نلاحظ أن العديد من هذه الشركات فضلت حشر نفسها في مجال الاستثمار في الابتكارات الراهنة». وأشار إلى أن استحواذات «فيسبوك» و«ياهو» و«تويتر» على الشركات التكنولوجية الأخرى كانت أقل طموحاً بكثير من تلك التي عمدت إليها «جوجل». ولم ينسَ «بيلتون» التطرق إلى موقف «آبل» حيث قال:«إن الموقف الحقيقي لشركة آبل من موجة الاستحواذات يكتنفه الكثير من الغموض. فهذه الشركة اشتهرت قبل أي شيء آخر بتفوقها حتى على وكالة الأمن الوطني في التكتم على أسرار الابتكارات التي تحضّر لها. ولكننا لو افترضنا أنها تعمل في الخفاء لبناء جيشها الروبوتي وعالمها المستقبلي الافتراضي، فإن جوجل تعمل على بناء هذا المستقبل في العَلَن». وبخصوص «الفقر»، فإنه بعد 50 عاماً من إعلان الرئيس ليندون جونسون (أصبح رئيساً عقب اغتيال جون كنيدي عام 1963) الحرب على الفقر، وجدت العديد من العائلات الفقيرة في الولايات المتحدة نفسها وهي حبيسة دورة من العمل الذي لا ينتهي والاستنزاف الذي لا حدود له لطاقاتها للخروج من هذه الربقة. هذا ما كتبته «باربارا إهرنريتش» في مجلة «أتلانتيك». وأضافت: «إن الفقر ليس انعكاساً لشخصية فاشلة، ولا تعبيراً عن فقد القدرة على التخيّل والإبداع، بل هو مجرّد شحّ في امتلاك المال بالنسبة لمعظم النساء اللائي يعانين منه. ولا بد من الإشارة إلى أن السبب الأساسي للافتقار لامتلاك المال يعود بالدرجة الأولى لأجور العمل غير الكافية». وتعرض «إهرنريتش» التي سبق لها أن ألّفت كتاباً يحمل عنوان (عملات النيكل والدايم: وقصة من يفتقدونها في أميركا)، لعدة مهن متوفرة الآن بالفعل للنساء بما فيها العمل كمضيفات فنادق، أو خادمات مطاعم وبيوت، أو تقديم الرعاية الطبية المنزلية، أو بائعات في مراكز التسوق الكبرى. وأشارت إلى أن الأجر الأكثر تدنياً لا يكفي لدفع الفواتير وأن ساعات العمل المتقطعة وغير المنتظمة تجعل من المستحيل بالنسبة لهن البحث عن وظيفة ثانية. وقالت إهرنريتش: «إن كنتِ فقيرة، وخاصة إذا كان يترتب عليكِ أن تعيلي وتعتني بأطفالك، فسوف يترتب عليكِ أن تتحملي أعباء دائمة لا تطاق». أما عن التغير المناخي، فقد كتب «توماس مالوني» و«روبرت لوباتشير» و«لور فيشير» مقالاً في موقع (Nova Next) الخاص بعرض الابتكارات العلمية، جاء فيه: «إذا كانت هناك مشكلة صعبة الحل بالفعل، فهي ظاهرة التغير المناخي». ويقولون في معرض شرح دواعي إصدار هذا الحكم بأن التحديات التي تفرضها الظاهرة تبلغ من مستويات التعقيد ما يجعل من المستحيل لإنسان منفرد أن يتعمق في اكتساب المعارف حول الفيزياء الجويّة والمناخية بما يكفي لوضع حل لها. إلا أن الكتاب الثلاثة الذين يعملون في «مركز الذكاء التراكمي» في جامعة كمبريدج يرون أن ذلك لا يخلق مشكلة على اعتبار أن «عدة أدمغة أفضل من دماغ منفرد». ويمكنك الآن أن تبحر في موقع Climate CoLab التابع لمعهد ماساشوسيتس للتقنية، والذي يعد منتدى افتراضياً على الإنترنت يجتمع فيه علماء وصنّاع قرار ورجال أعمال وطلاب واقتصاديون ومواطنون وأي إنسان يمكنه طرح أفكار لمشاريع على المجتمع العالمي من أجل تقييمها. وتم تجهيز الموقع بنموذج للمحاكاة الحاسوبية من أجل تقدير مدى اهتمام المعنيين بالأفكار التي يتم تقديمها. ويقول الكتّاب الثلاثة: «عندما يتمكن الموقع من جمع الخبراء وحشود الناس وحملة الأسهم جنباً إلى جنب، فإنه يفتح أمام الجميع إمكانية تقديم الحلول المشتركة الفعالة لظاهرة التغير المناخي بأفضل مما تفعل المؤتمرات الدولية أو المختبرات. وذلك لأن هذه الحلول تأتي كنتاج من عقول أعداد كبيرة من الناس ومن العالم أجمع». وعن إحياء الغابات المحترقة، فقد تم تقدير الأضرار الناجمة عن الحرائق المهولة التي التهمت أكثر من 400 ميل مربع (1024 كيلومتراً مربعاً) في أحراش «سييرا نيفادا» في الولايات المتحدة واستمرت لأكثر من شهر كامل، بنحو 54 مليون دولار وخلفت أكثر من 800 كيلومتر مربع من الغابات المتفحّمة. وتركت هذه الكارثة كلاً من الحكومة ومصلحة الغابات في الولايات المتحدة ومصلحة الحدائق الوطنية، أمام خيارات صعبة تتعلق بطريقة إدارة الغابات المحترقة. هذا ما كتبه «برايان كلارك هوارد» لمجلة «ناشونال جيوغرافيك». فهل من الأفضل إزالة الأشجار المحترقة أم تركها حتى تزدهر من جديد وتعود إليها الحياة؟ وهل من الأفضل بالنسبة لمصلحة حماية الغابات أن تعمد إلى إحراق بعض المساحات المحيطة بالغابات غير المحترقة لمنع انتشار الحرائق في المستقبل؟ والجواب كما يراه «هاوارد» هو أن الحل الأمثل يكمن بكل بساطة بترك الأمور للطبيعة حتى تقوم بعملها. ـ ـ ـ ـ ـ ـ نويل سوان كاتبة ومحللة علمية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»